|


مساعد العبدلي
الرعاة ومستقبل إدارات الأندية
2013-04-26

لا حديث يعلو اليوم فوق مستقبل الرعاة الاستراتيجيين مع الأندية أو بأسلوب أكثر دقة مستقبل الأندية مع الرعاة. ـ اتصور أن الأندية اليوم أحوج للرعاة من حاجة الرعاة للأندية لدرجة أننا من المفترض أن نقول إنهم شركاء استراتيجيون أكثر من كونهم رعاة ودون تردد أقول أن الرعاة (3 شركات اتصالات اثنتين للأندية وثالثة رعت دوري المحترفين لفترة سابقة) لم يحققوا أي مكاسب مالية طيلة فترة رعايتهم أو بدقة اكبر لم يحصلوا على ما كانوا يتوقعونه عندما قرروا رعاية الأندية والدوري. ـ نتفق أن غياب الحماية التجارية وعدم كون المشجع الرياضي مشجعا استهلاكيا وأخيراً غياب أو انخفاض مستوى الوعي كلها عوامل جعلت الأندية تستفيد من الرعاة بينما لم تستفد الشركات الراعية شيئاً يذكر. ـ ونشهد هذه الأيام حواراً جاداً يحدد مستقبل الشراكة بين الطرفين ويبدو أنها تسير دون تقارب يذكر فبينما الأندية تبحث عن رفع مبلغ العقد نجد الرعاة يسعون وبقوة للتخفيض وهنا تناقض كبير. ـ شخصياً (وقد يغضب مني رؤساء الأندية) أذهب مع الشركات الراعية إذ أنه لا يوجد ما يشجع على الاستثمار في الأندية لا على صعيد الحضور الجماهيري ولا على التسويق الرياضي. ـ مستقبل العقود بين الطرفين أراه من وجهة نظري يحدد كثيراً من إمكانية استمرار الإدارات الحالية للأندية أو حتى قدوم غيرها في حال رحيلها. ـ الواقع يقول إن الإدارات الحالية تعتمد في مواردها المالية على الرعاة بنسبة تصل إلى 75% وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بمبلغ أعلى من العقد السابق أو على أقل تقدير يضمن استمرار نفس المبلغ السابق فإن استمرار الإدارات في موقعها لدورات قادمة يعتبر مشكوكاً فيه والأمر المؤكد هو أنه لو رحلت فإنه من الصعب أن تأتي إدارات بديلة لأن عقد الرعاية كان هو مصدر الإغراء والبحث عن كرسي الرئاسة. ـ مفاوضات الأندية مع الرعاة ستحدد كثيراً حتى من مستقبل عقود المحترفين المحليين التي شارفت على الانتهاء وإمكانية تجديدها وكذلك على إغراء لاعبي الأندية الأخرى بالانتقال. ـ من الخطأ أن تضع البيض كله في سلة واحدة.مشكلة أنديتنا أنها نامت طيلة الفترة الماضية على وسادة العقود العالية واليوم هي في وضع مجهول هو اقرب للظلام منه للنور. ـ لا بد ان تسعى الأندية لتنويع مصادر إيراداتها بدلاً من ان تكون تحت رحمة راع قد يرحل أو يخفض قيمة العقد في أي وقت.