|


مساعد العبدلي
الأهلي مع أليكس
2013-04-13

أقدر كثيراً الجهود المبذولة من قبل إدارة النادي الأهلي برئاسة الأمير فهد بن خالد الذي يسعى ليكون الفريق الكروي في أفضل صوره الفنية ونتائجه الإيجابية. ـ لكن ليسمح لي الأمير فهد بأن أعلق على تصريحه عقب لقاء الأهلي وسباهان الإيراني عندما بالغ (على الأقل من وجهة نظري) في مدح المدرب أليكس وتحديداً بقوله إنه استطاع تفجير طاقات اللاعبين وتوظيفهم التوظيف الأمثل وهو ما عجز عنه المدرب السابق جاروليم في نهاية فترته. ـ لا شك أن الأهلي ظهر في مبارياته الأخيرة بشكل فني أفضل وأكثر إقناعاً وقد يكون للمدرب أليكس دور في ذلك وفي نفس الوقت ربما أن التغيير لمجرد التغيير قد كان وراء تغيير نفسيات اللاعبين أي التغيير كان معنوياً بشكل أكبر فقاد إلى تغيير فني. ـ ما أود أن أصل إليه هو أن المبالغة والتسرع في مدح المدربين كان سبباً رئيساً من أسباب سرعة إقالة المدربين في أنديتنا وهذا مرده أمر واحد لا غير وهو أننا عاطفيون لدرجة كبيرة في تقييم أعمالنا في كل مناح الحياة وليس فقط في الرياضة. ـ عندما يحضر المدرب نمتدحه بشكل لا يوصف من خلال سيرته الذاتية وبعد توليه العمل وتحقيقه لانتصار أو اثنين أو ثلاثة نمجده لدرجة أننا نعتقد أنه لن يغادر النادي مثلما هو حال أليكس فيرجسون مع مانشستر يونايتد. ـ طبعاً تمجيد المدرب تم نتيجة عاطفة لا أكثر لأنه ليس من المنطقي أن يظهر عمله الفني خلال أسبوع أو شهر أو حتى موسم واحد وإن بدرت مؤشرات إيجابية لكنها لا تكفي للحكم عليه مثلما حدث مع ماتورانا والنصر. ـ ونتيجة للعاطفة الجياشة التي تكون وراء تقييمنا لعمل المدرب نغفل عنه حتى تبدأ صورته الفنية الحقيقية المتواضعة تظهر وتسوء النتائج فيتحول الحب الإندفاعي إلى عكس ذلك ويرحل في ليلة ظلماء ويتبخر حلم صورة أليكس فيرجسون. ـ عندما حضر جاروليم للأهلي سمعنا وقرأنا ما نسمعه اليوم عن أليكس وشعرنا بأن جاروليم لن يغادر الأهلي قبل 5 أو 10 مواسم لأنه (وحسب الأهلاويين) كان الضالة الفنية التي يبحث عنها الأهلاويون. ـ فجأة اهتزت العلاقة (الفنية) مع جاروليم وبات ليس بطموحات الأهلي ومن الأفضل رحيله وهو ما حدث بالفعل وعاد أليكس الذي كان قد تولى المهمة في فترة سابقة وعاد الفريق الأهلاوي لتميزه الفني الذي لا زلت أراه نتيجة تغير في الروح المعنوية (نتيجة رحيل جاروليم) قاد لتغيير فني. ـ لا أقلل من المدرب أليكس وبالتأكيد الأهلاويون هم الأقرب لعمله والأقدر على تقييمه وإن كنت أسأل هنا إذا كان متميزاً فلماذا رحل في فترة سابقة؟ ـ باختصار ما أود قوله لكل الأندية وليس للأهلي فقط أن علينا أن نبتعد عن العاطفة في تقييم العمل ونمنح الوقت الكاف للأجهزة الفنية مع مراقبة قريبة ومن ثم نصدر الأحكام بعد أن نشعر أنهم أخذوا الوقت الكافي لكي نحكم على عملهم الفني. ـ العاطفة أضرت كثيراً في تعاطينا مع أمورنا الحياتية وأخرت كثيراً من تطورنا في كثير من مجالات الحياة ومن ضمنها المجال الرياضي وكرة القدم على وجه الخصوص. ـ علينا ألا نترك نتيجة مباراة كرة قدم تتحكم في إصدار التقييم والأحكام.الفوز في مباراة لا يعني اكتمال العمل وخسارة مباراة لا تعني الفشل.