|


مساعد العبدلي
إقصاء الرموز
2013-04-12

سألني صديق عزيز.. لماذا خنقتك العبرة وكادت الدموع أن تسقط من عينيك عندما عرض برنامج (كورة) يوم الإثنين الماضي تقريراً عن النجم الكبير محمد نور؟ ـ دون تردد أجبته بالقول إنه خلال عرض التقرير مر أمام ناظري (في شريط خيالي سريع) ماجد عبدالله ويوسف خميس وفهد المصيبيح وسامي الجابر ومحمد عبدالجواد وصالح خليفة وتصورت لو أن أحداً من هؤلاء النجوم الكبار عومل من قبل ناديه بنفس معاملة إدارة الاتحاد الحالية لمحمد نور. ـ الأسماء التي ذكرتها بما فيهم محمد نور يمثلون رموزاً علاقتهم مع أنديتهم ومع جماهيرهم أكبر من أي عقود احتراف وأكبر من أي فكر إداري وأكبر من أي خلاف شخصي أو شرفي.. ـ علاقة النجوم الكبار مع أنديتهم لا تمثلها عقود احتراف لدرجة أنني متأكد أنه لو تواجد بعض هؤلاء النجوم في زمن الاحتراف لفترة أطول (بعضهم عاش موسماً أو اثنين فقط محترفاً ثم ودع الملاعب) وقاربت عقودهم على الانتهاء لكانت إدارات أنديتهم في حرج الدخول مع مفاوضات معهم لأنها (أي الإدارات) تعلم أن لا عرض ولا عقد يمكن أن يحدد علاقة ومكانة هؤلاء النجوم.. ـ تأكيداً لكلامي تابعوا عقود الاحتراف الحالية لكثير من لاعبي أنديتنا لتجدوا أن (بعض) اللاعبين يدخل الفترة الحرة وربما تنتهي دون أن تعلم الجماهير أن هناك مفاوضات لتجديد العقد أو حتى دون أن يكون هناك متابعة أو ضغطاً على الإدارة للرضوخ لمطالب اللاعب، بينما لاعبون آخرون تجد الضغوط الجماهيرية والشرفية وربما الإعلامية تبدأ قبل انتهاء عقد اللاعب بموسم أو أكثر وهنا الفرق بين هذا اللاعب أو ذاك.. ـ أؤمن بأن للاعب كرة القدم عمراً افتراضياً وأنه لا بد أن يغادر الملاعب ذات يوم مثلما لعب فيها بديلاً لنجم آخر رحل، لكن رحيل النجوم ليس كرحيل من مروا ولعبوا دون أنه يتركوا بصمة أو علاقة وثيقة مع الكيان وجماهيره بل ربما مع كافة شرائح الوسط الرياضي حتى أنصار النادي المنافس.. ـ لست ضد قرار إدارة الاتحاد ولا يمكن أن أكون كذلك لأنني أعرف حدودي النقدية وأعلم أن إدارة الاتحاد وحدها القادرة على اتخاذ القرار أو القرارات الأنسب لمصلحة الكيان لكنني كناقد من حقي أن أنتقد أسلوب القرار وآلية تنفيذه وفاءً للنجم نور أولاً ولضمان عدم تأثيره على شباب المستقبل ثانياً.. ـ انتهى موضوع نور مع الاتحاد وما أسوأها من نهاية ليس على نور لأنه نجم لا يمكن أن تهزه مثل هذه النهايات إنما على إدارة أجحفت كثيراً بحق هذا العملاق.. ـ الأمور في الاتحاد قد لا تتوقف على (إقصاء) النجم محمد نور بل ربما تمتد الأمور لأكثر من لاعب مؤثر ولعل المدافع الصلب أسامة المولد أبرزهم حيث إن هناك أكثر من ناد أبدى رغبته بضمه وهي رغبة في تصوري لم تصدر من فراغ وربما أن هناك من (مرر) رغبة الإدارة الاتحادية في بيع ما تبقى من عقد اللاعب وهو استمرار لسياسة إقصاء النجوم وتفريغ الفريق الكروي. ـ وعندما أكتب عن نهاية رجل عملاق شجاع بحجم محمد نور إنما أحذر كل الأندية وليس الاتحاد فقط من فقدان الثقة بين الإدارات ونجوم الفرق الكروية وتحديداً الشبان منهم إذ إنني أتخيل أن كثيراً من الوجوه الواعدة في أنديتنا يمر اليوم أمام ناظريهم شريط إقصاء نور وكيف كان وهذا من شأنه أن يضع علاقتهم مع أنديتهم مهزوزة ومتوترة ومستقبلهم وكأنه على كف عفريت.. ـ من السهل (بل ربما) خلال ثوان تستطيع أن تهدم مبنى يرتفع لأكثر من 100 طابق لكنك تحتاج لسنوات طويلة لإعادة بنائه وهكذا هي الثقة من السهل فقدانها لكن إعادتها تحتاج لوقت طويل وأساليب متعددة.. ـ هل تستطيع أنديتنا المحترفة أن تمنح لاعبيها الثقة بعد أن هزها قرار إدارة الاتحاد الذي أسميه بقرار (إقصاء الرموز)؟.