|


مساعد العبدلي
يوم أبيض وآخر أسود
2013-04-05

كان يوم الثلاثاء مبتسماً وأبيضاً للكرة السعودية عندما فاز الأهلي والشباب في منافسات دوري أبطال آسيا. ـ بينما كان يوم الأربعاء حزيناً وأسوداً للكرة السعودية عندما خسر الهلال والاتفاق في ذات البطولة. ـ الغريب أن فوزاً سعودياً تحقق خارج الديار وآخر داخل الأراضي السعودية مثلما أن الخسارة حدثت خارج ملاعبنا وأيضاً على أراضينا. ـ الأهلي حقق فوزاً كبيراً على سباهان الإيراني (هو الأول لفريق سعودي في مدينة أصفهان) بأربعة أهداف رغم أن الأهلي تأخر مبكراً بهدف لكن العودة كانت قوية عن طريق اللاعبين المحترفين فيكتور وعماد وسيزار فيما كان المحترف الرابع بالومينو دعامة قوية في منتصف الملعب وهنا يظهر الدور الكبير للمحترفين الأجانب عندما يكونون في مستوى فني متميز يدعمون من خلاله اللاعبين المواطنين. ـ الأهلي يعيش تمازجاً فنياً ملموساً في كل خطوط الفريق إذ لا تلمس أي فوارق فنية بين خط وآخر ولعل أهم عناصر كرة القدم تتوفر في الفريق وهي ظهيري جنب متميزين وصناعة لعب مؤثرة وهدافين قادرين على الحسم. ـ هذه العوامل منحت الأهلي التفوق في كل مبارياته التي لعبها في مجموعته التي تصدرها بجدارة وبات قريباً جداً من التأهل الرسمي للدور المقبل. ـ الشباب في الرياض هو الآخر كسب فريقاً إيرانياً (تركتور تبريز) وحقق الأهم وهو النقاط الثلاث التي منحته صدارة المجموعة وعززت من آماله في التأهل للدور التالي. ـ الشباب وبقيادة مدربه برودوم نجح في فرض سيطرته على منتصف الملعب من خلال تكثيف منطقة المناورة والاكتفاء بمهاجم وحيد في خط المقدمة (ناصر الشمراني) كان كافياً لتحقيق نقاط المباراة الثلاث.. ـ الشباب لا زال بعيداً عن الإقناع الفني التام لكن الفريق يتطور بشكل بطيء ويحقق الأهم وهو الفوز. ـ أما يوم الأربعاء فأمسيته كانت حزينة على الرياضيين السعوديين إذ خسر أولاً الاتفاق في إمارة دبي من فريق الشباب وهي خسارة متوقعة في ظل تأرجح مستوى الفريق هذا الموسم إلى جانب تردي أدائه بشكل ملحوظ في هذه البطولة. ـ ربما أن الاتفاقيين في قرارة أنفسهم يعلمون قبل بدء المنافسات أنهم لن يذهبوا بعيداً في المنافسة وهذا أثر كثيراً على أدائهم في كل المباريات الثلاث التي لعبوها لدرجة غياب الهوية الفنية بشكل كبير. ـ الخسارة الأقسى كانت لفريق الهلال لأنها كانت على أرضه ولأنه كان الأفضل لأكثر من 75 دقيقة لدرجة أنه كان متقدماً وأخيراً لأن الخسارة أدخلت الهلال في حسابات صعبة ومعقدة. ـ الهلال خسر لعدة أسباب منها ما يتعلق بالمباراة نفسها ومنها ما يتعلق بخارجها. ـ الأسباب التي كانت خارج المباراة هي غياب العنصر الأجنبي المؤثر الذي كان يدعم الفريق في مواسم سابقة فليس الهلال الذي يحضر محترفين أجانب يضعهم على دكة البدلاء. ـ ما يعيشه الأهلي اليوم هو ما كان يعيشه الهلال بالأمس وافتقده اليوم وهو رباعي محترف يغير موازين القوى ويدعم اللاعبين المواطنين.. ـ سبب خارجي آخر وسبق أن تحدثت عنه قبل بداية الموسم ومن يبحث في أرشيف مقالاتي سيجده عندما قلت إن الهلال سيفتقد كثيراً سامي الجابر وأن رحيل هذا الأخير سيترك أثراً سلبياً لما له من تأثير معنوي ونظرة فنية تتدخل لتصحيح الكثير من الاعوجاج الفني.. ـ أما الأسباب التي كانت داخل الملعب فهي أن الهلال يعاني من تباين واضح في صفوفه فبينما هو قوي للغاية في خط الوسط والهجوم هو هش لدرجة الانهيار في خطوطه الخلفية وهذا التباين أضر بالفريق كثيراً وجعل الخوف يتسلل لمعظم لاعبي الفريق مهما كانت خطورته في المقدمة.. ـ الهلال هذا الموسم استقبلت شباكه محلياً وخارجياً عدداً كبيراً من الأهداف لم تستقبله الشباك الزرقاء في 3 أو 4 مواسم مجتمعة وهذا نتيجة ضعف واضح في عمق الفريق الدفاعي ومحور ارتكازه وحراسة مرماه وأعتقد أن رحيل حسن العتيبي كان مؤثراً للغاية وهو ما يتجاهله الهلاليون ولا أعلم لماذا. ـ مدربه زلاتكو يتحمل نسبة كبيرة من الخسارة نتيجة تعديلاته الكثيرة على تشكيلة الفريق من مباراة لأخرى إلى جانب ضعف قراءته الفنية لمجريات المباراة (أي مباراة للهلال) ويتضح ذلك من تبديلاته التي تثير الاستغراب والتساؤل. ـ شخصياً أرى أن الأهلي والشباب قد ضمنا إحدى بطاقتي التأهل عن مجموعتيهما بنسبة 90% وهي ذات النسبة التي أمنحها للاتفاق لكن في الخروج من المنافسة في حين أن حظوظ الهلال في التأهل للدور الثاني بوضعه الفني الحالي تكاد تكون ضعيفة لا تتجاوز 30%.