|


مساعد العبدلي
التعصب يبقينا متخلفين
2013-04-03

نطالب بالانتخابات والديمقراطية ليس في الرياضة فحسب بل في كل المجالات وليس فقط سعودياً إنما على صعيد كل الدول العربية.. ـ الشارع والمواطن العربي يردد دوماً كلمة ديمقراطية وكلمة انتخابات وقانون ولوائح وأنظمة من أجل (المصلحة العامة) لكن للأسف الشديد أن ذلك كله يبقى شعارات نرددها لا نلبث أن ننقلب ونقفز عليها عندما تمس (مصلحتنا الخاصة).. ـ انظروا في كل العالم العربي كيف انقلب كثيرون من دعاة الديمقراطية والقانون والأنظمة واللوائح والانتخابات بمجرد أن باتت هذه الأمور لا تصب في مصلحتهم كمجموعة أو منظمة أو حزب أو حتى ناد رياضي .. ـ مشكلتنا كعرب أننا (نتعصب) تعصباً (مذموماً) للمنشأة التي ننتمي إليها أياً كانت تلك المنشأة (سياسية أو رياضية أو غير ذلك).. ـ تعصبنا (المذموم) يجعلنا نشكك في الانتخابات ونطعن في اللوائح ونشكك في الذمم وننسى (المصلحة العامة) لأنها تعارضت مع (المصلحة الخاصة) وهنا يفرح وربما يسخر من كانوا ضد الانتخابات والديمقراطية وتطبيق اللوائح .. ـ يسخرون وكأنهم يقولون إنكم آخر شعوب العالم قدرة على التعامل والتعايش مع الديمقراطية والأنظمة واللوائح.. ـ لن أتحدث عن السياسة فالكل يتابع عبر القنوات الفضائية كيف هي حال الشعوب العربية المطالبة بالديمقراطية في وقت لم يصلوا بعد لفهمها وتطبيقها بالشكل الصحيح.. ـ سأقفز للجانب الرياضي الذي هو مجالنا التخصصي وأقول إن من أهم أسباب فشل الديمقراطية وتطبيق الأنظمة واللوائح هو أننا (رؤساء أندية ـ إعلام ـ جماهير) نطالب بأعلى صوت بالتطبيق الحرفي للوائح والأنظمة ولكن عندما يكون التطبيق يمس أنديتنا يرتفع صوتنا مناقضاً ومعاكساً لمطالبنا السابقة .. ـ المشكلة الحقيقية أن أي قضية تحدث في وسطنا الرياضي لا نناقشها من منطلق المصلحة العامة ومدى قانونيتها وتطبيق اللوائح فيها بقدر ما نبحث عن (مصلحتنا) أو (ضرر منافسينا) بمعنى أن تتحول القضية إلى (مع) و(ضد) بدلاً من أن تكون بحثاً عن قانونيتها ونظاميتها والمطالبة بتطبيق العدل فيها بغض النظر عن المستفيد والمتضرر.. ـ سأضرب مثالاً حياً يعكس واقع تعاملنا مع كل قضايانا الرياضية وهو احتجاج نادي النصر ضد نادي نجران.. ـ بدلاً من أن يتحد الجميع مطالباً بتطبيق اللوائح (بغض النظر عمن يكسب القضية) نجدهم انقسموا إلى قسمين (من منطلق ميول وانتماء) قسم مع النصر وآخر مع نجران وسيظل كل قسم يدافع عن رأيه حتى بعد الحسم والإعلان النهائي .. ـ النصراويون ومن يتعاطف معهم سيقفون بجانب النصر وغير النصراويين أو من لا يتعاطفون مع النصر سيقفون مع نجران ليس حباً في نجران بقدر ما هو بحثاً عن عدم تحقيق مكسب نصراوي .. ـ في حالات أخرى نجد العكس فمثلاً الهلاليون يطالبون بقضية لهم ونجد من يتعاطف معهم من غير الهلاليين يقف بصوت عال مطالباً بكسب الهلال للقضية بينما من لا يتعاطف مع الهلال سيقف ضد كسب الهلال للقضية .. ـ أي قضية رياضية (منشطات ـ تحكيم ـ انضباط ـ احتراف) نتعامل معها من خلال ألوان الأندية وليس من خلال قانونية ونظامية القرارات الصادرة .. ـ نتعامل بهذا الفكر (من منطلق تعصبي مقيت) في كل قضايانا وهذا ما جعلنا بعيدين عن الديمقراطية والانتخابات والأنظمة واللوائح وسنظل كذلك طالما هذا هو مستوى التفكير (مصلحة خاصة تعلو على مصلحة عامة).