|


مساعد العبدلي
الفساد ووضع الاتحاد
2013-03-17

ـ 4 مرشحين لكرسي الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعضهم عمل في أروقة الاتحاد لفترات متفاوتة. ـ المتابع للحملات الانتخابية للمرشحين الأربعة يلاحظ أنهم يركزون على مكافحة الفساد داخل الاتحاد الآسيوي بشكل خاص وكرة القدم الآسيوية بشكل عام. ـ هذا الأمر أثار استغرابي (وربما الكثيرون معي) فتأكيد المرشحين وتكرارهم لموضوع مكافحة الفساد يكشف أن لديهم قناعة تامة ودلائل قطعية أن هناك فساداً داخل الاتحاد الآسيوي وفي كرة القدم الآسيوية. ـ سؤالي هنا: ألم يكن بعض المرشحين لكرسي الرئاسة يعملون ضمن منظومة العمل في الاتحاد الآسيوي...لا أعتقد أنهم كانوا شركاء في الفساد لمعرفتي الحقيقية بشخصياتهم لكنني أستغرب كيف قبلوا أن يبقوا لسنوات طويلة في منظومة العمل الآسيوي وهم يعلمون أن هناك فساداً؟ ـ أخرج من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وأذهب لفريق كرة القدم باتحاد جدة الذي ساءني كثيراً وضعه المادي الحالي وتحديداً ما قرأته عن حال الفريق في معسكره في الكويت بل وكيف أقيم المعسكر على الصعيد المالي. ـ هل يعقل أن فريق اتحاد جدة الذي كان يصرف مئات الملايين بات مهدداً بعدم القدرة على سداد 60 ألف ريال (5 آلاف دينار كويتي) قيمة مباراة ودية؟ ـ من يصدق أن الاتحاد الذي كان يعسكر في أوروبا بات يعسكر في الكويت على نفقة شيخ كويتي يرأس أحد الاتحادات الرياضية هناك؟ ـ هل تصدقون أن الدخل السنوي للاعب اتحادي واحد (ربما) يفوق ما يصرفه أحد الأندية الكويتية في موسم بأكمله، ومع ذلك تعجز إدارة النادي عن توفير تكاليف معسكر لمدة أسبوع، أليس هذا تناقضاً غريباً بل ومؤشراً على أن القادم ربما يكون أسوأ في الاتحاد وغيره من الأندية السعودية. ـ الوضع الاتحادي الحالي هو مؤشر لمستقبل هذا الفريق، فإذا هي حال متعثرة اليوم فالمستقبل قد يكون أسوأ بكثير. ـ ما يعانيه الاتحاد اليوم ستعانيه بقية الفرق السعودية مستقبلاً بسبب الاعتماد على الدعم الشرفي وعدم تعدد الموارد المالية إلى جانب ضعف واضح في صياغة عقود الرعاية مع الشريك الاستراتيجي. ـ لا يجب أن تكون العلاقة بين النادي (أياً كان ذلك النادي) والشريك الاستراتيجي مجرد علاقة ضخ دفعات مالية في أوقات متفاوتة بل يجب أن تذهب أبعد من ذلك وأبسطها أن يتكفل الشريك بالمعسكرات الطويلة والقصيرة للفريق الكروي. ـ عقود الرعاية بين الأندية الجماهيرية والشركاء الاستراتيجيين باتت على وشك النهاية وبما أنها كانت التجربة الأولى فمن الطبيعي والمقبول أن تتضمن بعض السلبيات التي من المفترض أن تتلافاها الأندية عندما تجلس على طاولة المفاوضات سواء مع الشريك نفسه لتجديد العقد بمزايا مختلفة أو مع شريك جديد يرغب في تقديم مغريات أفضل من الشريك السابق.