|


مساعد العبدلي
المجاملات العربية والكرسي الآسيوي
2013-03-09

حدث ما توقعته في اجتماع اتحاد غرب آسيا لكرة القدم الأربعاء الماضي وهو أن الوصول لمرشح توافقي يعد حلماً.. ـ ليس ذلك فحسب بل إنني طالبت وتمنيت بعدم الوصول لمرشح توافقي لأنني مع فكر وثقافة الانتخابات ولست مع مرشح يأتي بالتزكية.. ـ لا أود أن أعيد حديثي عن ثقافة سباق الانتخابات فقد تحدثت في هذه المساحة وعبر أكثر من قناة تلفزيونية عن إيماني التام بمفهوم وثقافة الانتخابات وكيف أنها تؤصل في النفس البشرية فكر قبول الخسارة مثلما هو قبول الفوز.. ـ توقعت في حديث جانبي مع الدكتور حافظ المدلج المرشح السعودي للمنصب الآسيوي قبل سفره للأردن بأن مرشحا أو أكثر قد لا يحضر اجتماع عمان لكنه كان متفائلاً أكثر من اللازم وعارض رؤيتي.. ـ قلت له بالحرف الواحد إن مشكلة العرب المجاملات وأن القرار في معظمه ليس بيد المرشح بقدر ما هو قرار سياسي وبالتالي ولكي يبتعد المرشح بنفسه عن هذه المعوقات يقرر عدم الحضور في تأكيد منه لعدم قبوله الانسحاب وفكرة المرشح التوافقي.. ـ بل إن عدم حضور المرشح لاجتماع عمان قد يكون قراراً سياسياً من قيادة بلد المرشح تفادياً لضغوطات قد يتعرض لها المرشح داخل قاعة الاجتماع.. ـ مشكلتنا كعرب المبالغة في المجاملة لدرجة أننا نقول للإعلام بل وربما في الاجتماعات خلاف ما نمارسه خلف أبواب مغلقة أو من تحت الطاولة. ـ العرب يدخلون قاعات الاجتماعات الاجتماعية ويتحدثون أمام الإعلام بوجه بينما كتجمعات ثنائية أو ثلاثية يديرون أموراً أخرى وبوجه آخر. ـ لا زلت مؤمناً بأن التوصل لمرشح توافقي يعد حلماً (أصلاً لا أتمنى تحقيقه) بل حتى لو تم التوصل إلى ذلك المرشح فهو ليس عن قناعة بل نتيجة ضغط سياسي.. ـ المرشح التوافقي لو تم اختياره فتأكدوا أنه لن ينال كل أصوات غرب آسيا فالمرشحين الثلاثة (سعودي ـ بحريني ـ إماراتي) لا يحظون (ليس كأشخاص إنما كدول ينتمون إليها) برضا كل أعضاء اتحاد غرب آسيا.. ـ هناك دول من اتحاد غرب آسيا لا تعيش وضعا سياسياً جيداً مع السعودية وبالتالي لن تصوت للمرشح السعودي لو كان هو المرشح التوافقي.. ـ ولو أصبح المرشح التوافقي إماراتياً فهناك دولاً من اتحاد غرب آسيا لن تصوت لهذا المرشح والأمر ذاته ينسحب على المرشح البحريني فيما لو بات هو المرشح التوافقي.. ـ من هذه الرؤية نعلم جيداً أن أصوات اتحاد غرب آسيا لن تذهب كاملة نحو مرشح آسيوي وبالتالي علينا أن نستمر بمرشحينا الثلاثة ونسعى جاهدين لكسب أصوات شرق آسيوية وبذلك نكون كعرب الأقرب للفوز بالكرسي مع أنني شخصياً لا يعنيني أن يفوز عربي أو غيره المهم أن يفوز من يحقق الرقي والتطور لكرة القدم الآسيوية فنحن في مجال رياضي بحت علينا أن نبعده عن فكرة الوطن والوطنية والقومية العربية.