|


مساعد العبدلي
دور الإعلام
2013-02-23

أكرر ما قلته غير مرة بأن ظروف الطباعة تجبرني (ومعي كثير من الزملاء الكتاب) على ألا نواكب الحدث مباشرة ولأنني أكتب هذه المقالة قبل لقاء نهائي كأس ولي العهد فإنني لم أتمكن من متابعة الحدث وتخصيص مساحة اليوم للحديث عن بطل الكأس.. ـ تطرقت الأربعاء الماضي لقضية تسجيل لاعب النصر الجديد وقلت إننا كإعلاميين يجب أن نتحد للمطالبة بتطبيق اللوائح على الجميع دون النظر لألوان الأندية وهنا علينا أن نشكر لجنة الاحتراف كونها طبقت بنود اللائحة بتأييد من الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA.. ـ انتهت قضية لاعب النصر وطبقت فيها اللوائح ونتمنى أن يكون هذا هو ديدن الاتحاد السعودي لكرة القدم وكافة لجانه في التعامل مع كافة الأندية دون تمييز من خلال اللوائح والأنظمة.. ـ وإذا كان النصر أو غيره من الأندية السعودية يرى أنه قد تعرض للظلم في قرارات سابقة من أي من لجان الاتحاد فإن علينا أن نطوي سلبيات الماضي ونبدأ صفحة جديدة مع الاتحاد المنتخب.. ـ لا يجب أن نأخذ قرارات سابقة (خاطئة) كمبررات لاستمرار تطبيق الخطأ وبالتالي يجب أن نقف جميعاً عند نقطة (قطع) الأخطاء والسلبيات لنبدأ نحو العدالة والنزاهة من خلال المطالبة بتطبيق الأنظمة.. ـ البعض يقول لماذا لم يكن التعامل مع القضية (أ) والقضية (ب) غيرها من القضايا بنفس الطريقة وأنا أقول إذا كانت القرارات المتخذة في قضايا سابقة قرارات خاطئة هل نستمر في اتخاذ ذات القرارات أم علينا أن نخلق نقطة التحول من الخطأ نحو الصح ونبدأ منها وندعم من يتخذها.. ـ النجاح الحقيقي للإعلام والإعلاميين هو الطرح الإيجابي المطالب بتطبيق الأنظمة انطلاقاً من مساواة ومصلحة عامة وليس أن ينقسم الإعلام والإعلاميون للدفاع عن مصلحة تنطلق من لون النادي المفضل.. ـ مشكلة (بعض) الإعلاميين أنه لا يريد أن يسمع لمجرد أن القرار المتخذ يصب في مصلحة فريق منافس لفريقه أو أنه يضر بمصلحة فريقه المفضل بمعنى أنه أصلاً أغلق أذنيه وأغمض عينيه رافضاً سماع أو قراءة أو حتى فهم المبررات من أصحاب الشأن. ـ لا يجب أن ننظر كإعلاميين أين تصب مصلحة القرار بقدر ما ننظر هل هو قرار مقنع ومنطقي ومبرر ولكي نتأكد من ذلك علينا أن نسمع ونقرأ من أجل الاقتناع أو المناقشة وليس أن نرفض الاستماع والقراءة والمناقشة فقط لأن القرار ضد مصلحة نادينا المفضل.. ـ قضية لاعب النصر كشفت جزئية هامة وهو أن بعض وسائل الإعلام ومعها إعلاميين يصدرون الأحكام والجزم النهائي بقرار معين فقط نتيجة خبرة خبير أو صاحب رأي متناسين أن هؤلاء مجرد أشخاص يطرحون آراءهم ويفسرون لوائح لم يضعوها أصلاً وفي النهاية لا يملكون إصدار القرارات.. ـ للأسف إن أكثر من وسيلة إعلامية وزميل إعلامي أصدروا حكمهم المسبق في القضية من خلال استضافة من أسموهم خبراء، وهذا التسرع في إصدار الحكم انتقل عبر قنوات التواصل الاجتماعي لكافة شرائح الوسط الرياضي وانتشر (الرأي) على أنه (قرار) والفارق كبير جداً بين الأمرين.. ـ الوسائل الإعلامية التي نجحت في طرح الرأي والرأي الآخر وتركت الحكم (الفكري) للمتلقي والحكم (الرسمي) للجهة المشرعة هي الوسائل الإعلامية التي نجحت في قضية لاعب النصر.. ـ أما الوسائل الإعلامية التي حاولت توجيه القرار أو إصدار الحكم وهي لا تملك حق إصداره فهي وسائل جانبها التوفيق.. ـ دور الإعلام (كرقيب) أن يناقش ويمنح الفرصة للرأي والرأي الآخر دون أن يصدر الأحكام، فالأحكام للمشرع وليس لأصحاب الرأي. [email protected]