|


مساعد العبدلي
تغيير في موازين القوى
2013-02-12

ـ أن يتصدر فريق الفتح الترتيب في دوري المحترفين ويبقى مرشحاً أكبر للفوز باللقب أو حتى أن يكون في أحد المراكز الثلاثة الأولى إنما هو أمر يسجل لهذا الفريق والقائمين عليه. ـ أن يصل فريقا الرائد والفيصلي لنصف نهائي مسابقة كأس ولي العهد ويغادرا بصعوبة على يد النصر والهلال فهذا أيضا أمر يسجل للفريقين والقائمين عليهما. ـ ما تحقق للفتح وللرائد والفيصلي هو أمر يؤكد تغيير موازين القوى في كرة القدم السعودية وأن الاحتراف قادر على النهوض بفرق كانت في يوم من الأيام صيداً سهلاً لفرق أخرى. ـ اليوم لم يعد هناك لقاء سهل في منافسات كرة القدم السعودية بل إن ما حققه الفتح والرائد والفيصلي منح بقية الفرق أملاً بأن تكون هي الأخرى حاضرة في الصفوف الأمامية فيما هو مقبل من مواسم الكرة. ـ هناك فارق مالي كبير بين الفرق المسماة بالكبيرة أو الجماهيرية وبين فرق الوسط والقاع، لكن مع ترسيخ مفهوم الاحتراف والسعي لتطبيقه بمفهومه الصحيح فإن الفوارق المالية بين الطرفين قد لا تصنع الفارق الفني الكبير بل إن فرق الوسط والقاع قادرة أن تحضر بقوة متى نجح مسيروها في إدارة الفرق ونجح لاعبوها في تطبيق مفهوم الاحتراف. ـ اليوم نتحدث عن عدد محدود جداً من اللاعبين يسمح النظام بقيدهم في فرق دوري المحترفين وهذا بدوره يجبر الفرق الكبيرة على التخلي عن لاعبين قد يخدمون فرقاً أقل في المستوى الفني ما يساهم في رفع المستوى الفني للدوري بشكل عام. ـ مجرد قدوم اللاعب من فريق كبير لفريق أقل لا يعني ضمان نجاحه ما لم يجد الإداري القادر على توظيفه التوظيف الأمثل وإقناعه بأن كرة القدم باتت مهنة ومصدر رزق ومن ينجح في مهنته قد يجد العروض الأفضل وهذا بدوره يرفع من مستوى اللاعب المنتقل فيصبح علامة مميزة في فريقه الجديد بعد أن كان قادماً(منكسراً) من فريق كبير. ـ الفتح والفيصلي والرائد فرق نجحت في الاستفادة من لاعبين قدموا من أندية كبيرة وتم توظيف هؤلاء اللاعبين بشكل إيجابي حتى أصبحت هذه الفرق تتقدم بشكل لافت وفرضت مفهوم (لا كبير في كرة القدم ولا نتائج مضمونة). ـ تسرب اللاعبين (الإجباري) من الفرق الكبيرة للفرق الأقل لم يساهم فقط في رفع المستوى الفني لفرق الوسط والقاع بل أيضاً ساهم في فتح أبواب واسعة لوجوه واعدة تجد فرصتها في تمثيل فرقها وربما أن هذا الموسم يعد أكثر المواسم على صعيد إتاحة الفرصة للوجوه الواعدة. ـ تغيير موازين القوى من خلال تقدم المستويات الفنية لفرق الوسط والقاع ومنح الفرصة للوجوه الواعدة كلها عوامل تصب في ارتفاع المستوى الفني للكرة السعودية على المدى البعيد.