|


مساعد العبدلي
فرحة شعب
2013-02-09

من تابع الفرحة العارمة بعد نهاية لقاء المنتخب السعودي ونظيره الصيني شعر أن الأخضر حقق بطولة آسيا للمرة الرابعة أو أنه تأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الخامسة.. ـ لست ضد الفرحة (فساعات الفرح في هذا الزمان غابت وباتت ثواني إن لم تكن معدومة تماماً) لكنني أعرف جيداً سر تلك الفرحة التي عمت اللاعبين والجهازين الإداري والفني والجماهير الغفيرة الوفية في المدرجات.. ـ من يصدق أن الفوز على الصين في مباراة دورية بنظام المجموعات حصيلتها 3 نقاط أفرزت دموعاً وفرحاً عارماً. ـ إذا عرف السبب بطل العجب، وعلينا ألا نلوم من فرح ومن ذرف دموعه فقد غابت الفرحة عن جماهير الوطن طويلاً حتى باتت هذه الجماهير تنتظر فوزاً كفوز الأربعاء تنثر من خلاله دموعها وتنفس من خلاله عن أحزانها وضيقتها.. ـ فرحة شعب.. نعم كانت فرحة شعب بأكمله حتى لو كانت مباراة دورية عادية لكن من فرح ومن ذرف الدمع يأمل أن تكون هذه المباراة ونتيجتها بداية لعودة من انكسار طال أمده لمنتخب الوطن.. ـ قالوا قديماً إن كرة القدم هي (أفيون الشعوب) نتيجة إدمان الشعوب على متابعتها وممارستها واليوم أقول إنها ليست كذلك فقط بل هي جزء من عنوان رقي الشعوب وتطورها وانتشار سمعتها حول العالم.. ـ دول كالبرازيل والأرجنتين لا تملك سمعة سياسية أو اقتصادية لكن كرة القدم منحتها شهرة واسعة على مستوى العالم.. ـ دول كالولايات المتحدة وبريطانيا تعد من القوى العظمى في العالم لكن شعوبها تتمنى حضوراً مشرفاً في كرة القدم على مستوى العالم.. ـ كرة القدم أصبحت اليوم بمثابة (تأشيرة) تمنحك الدخول لكل دول العالم وتعرف شعوب العالم عليك وعلى دولتك بشرط أن تكون نتائجك إيجابية ومثار حديث الآخرين.. ـ من عبروا عن فرحتهم وذرفوا الدموع (إن كانوا لاعبين) فهم يقولون للشعب نحن نتأسف عن كل لحظة انكسار مرت ونعدكم بأن نعود أفضل مما كنا عليه.. و(إن كانوا جماهير) فهم يقولون للاعبي المنتخب لقد أعدتم لنا الأمل بعد أن طال غياب الأخضر ودموعنا هذه دموع فرح نتمنى أن تستمر.. ـ لن أتكلم عن الأمور الفنية فلها من يتحدث عنها.. حديثي لكل من يملك قلب فيه ذرة إحساس ومواطنة.. هل شاهدتم كيف أن جلداً منفوخاً لا يتجاوز وزنه نصف كيلو جرام قادر على إدخال البسمة والفرحة لشعب بأكمله.. ـ لا تحرموا هذا الشعب المتعة والفرحة واعملوا على إسعاده فإنه يستحق أن يكون دوماً سعيداً.. ـ لم أتحدث عن مباراتي نصف نهائي كأس ولي العهد لأن دموع الفرح التي نثرت مساء الأربعاء من أجل منتخب الوطن أهم بكثير من منافسات الأندية.