|


مساعد العبدلي
الإعلام يهولها
2013-02-07

أتمنى أن يكون الأخضر قد بدأ جيداً وتجاوز البارحة عقبة الصين في مشوار التأهل لنهائيات أمم آسيا 2015.. ـ بينما كان الأخضر يستعد لمباراة البارحة وبينما توقع الكثيرون فرد مساحات إعلامية (مرئية ومقروءة ومسموعة) أوسع للمنتخب كانت (أغلب) وسائل الإعلام تتحدث عن قضايا أخرى لا أقول إنها غير هامة لكنها أقل أهمية وبكثير من متابعة المنتخب السعودي... ـ قضية (الهريفي – ياسر) قضية هامة أشغلت الوسط الرياضي وأساءت له كثيراً لكن الإعلام (من وجهة نظري) هو من (شعلل) القضية وأوصلها لما هي عليه الآن... ـ عندما انتقد الهريفي ياسر قبل وخلال دورة الخليج كان ذلك عبر الإعلام ومن الطبيعي أن يتم تناول كل ردود الفعل عبر الإعلام لكن قضية الإساءة الأخلاقية (الصوتية) لياسر أو صورة الهريفي مع زوجته وضعها مختلف جداً عن ما حدث في دورة الخليج... ـ صورة الهريفي (العائلية) والتسجيل المسيء (الذي يقول الهريفي أنه مفبرك) لم تكن عبر الإعلام إنما عبر قنوات التواصل الاجتماعي ما يعني أن من عرف بها هم فقط مرتادو تلك القنوات.... ـ نسبة كبيرة من الناس يتعاملون مع قنوات التواصل الاجتماعي لكنهم بالتأكيد اقل بكثير ممن يتعاملون ويشاهدون القنوات الفضائية... ـ الاهتمام بالقضيتين (التسجيل والصورة) عبر القنوات الفضائية ومنحها مساحة واسعة من التغطية زاد كثيراً من عدد العارفين بالقضيتين والبركة في الإعلام وساهم بشكل كبير في توتيرها... ـ لو أن القنوات الفضائية لم تمنح هاتين القضيتين أي اهتمام لبقيتا في محيط قنوات التواصل الاجتماعي وانتهتا من حيث بدأتا لكن الزخم الإعلامي منحهما شهرة أكبر ولعلها تذكرني بالمشاغبين الذين ينزلون إلى أرض الملعب خلال المباريات... ـ إعلاميون كثر طالبوا بعدم التركيز الإعلامي على أولئك المشاغبين لأن تجاهلهم إعلامياً يجعلهم يمتنعون عن تكرار تصرفاتهم المشينة... ـ أتمنى من الإعلام أن لا يمنح مساحات واسعة لمثل هذه القضايا ولا ينقلها من قنوات التواصل الاجتماعي إلى الإعلام المفتوح لأن من لم يسمع بها أو لم يشاهدها سيبحث عنها بعد أن منحها الإعلام المرئي مساحات واسعة من التغطية... ـ أحداث كثيرة إيجابية وسلبية حدثت في قنوات التواصل الاجتماعي كانت ستمر دون ضوضاء وتخمد في مهدها لولا أن الإعلام هولها وافرد لها مساحات واسعة... ـ أختتم القول بالتأكيد على أنني لا أقر مثل هذه التصرفات المشينة وأؤمن أن من يمارسها مريض نفسي لكن تغطيتها الإعلامية تمنح من يمارسها السعادة فيزداد مرضاً ويواصل خروجه عن السلوك القويم.. ـ الإعلام كلمة تعني إشهار الشيء وإيصاله لأكبر شريحة من البشر ومتى كانت المعلومة المبثوثة إيجابية كان مردودها على المجتمع إيجابياً والعكس صحيح لذلك على الإعلام التوعية والتوجيه لكن عندما يكون نشر قضية ما يساهم في انتشارها بشكل سلبي بدلاً من أن يعالجها فالأفضل تجاهلها لتموت في مهدها...