أتمنى أن ينجح مهند عسيري المنتقل حديثاً لصفوف الشباب في تقديم نفسه من جديد بالصورة التي عرفه عليها الجمهور السعودي بعد أن قرر الرحيل من الوحدة وارتداء شعار الشباب.. ـ وحسب تصريح رئيس نادي الوحدة علي داود فإن مهند اختار الشباب تحديداً وهذا يعني أن مهند لم يطرح نفسه لأي مزايدات مالية بل يرى أنه اختار الفريق الذي يناسبه ويمنحه فرص النجاح.. ـ انتقال مهند عسيري من الوحدة لم يكن الأول للاعب وحداوي يتجه نحو العاصمة الرياض فقد سبقه زملاؤه من نفس النادي ناصر الشمراني وأسامة هوساوي وعيسى المحياني ومختار فلاته وعلاء الكويكبي وعدنا عبدالشكور فيما اتجه زميلاه كامل الموسى وكامل المر للأهلي وسلمان صبياني للاتحاد.. ـ انتقال هوساوي والمحياني والشمراني وفلاته جاء تقريباً على نفس أسلوب انتقال مهند عسيري حيث اختار اللاعبون الناديين اللذين انتقلوا إليهما (الهلال والشباب) دون النظر للمكاسب المالية من أندية أخرى.. ـ من هؤلاء كان ناصر الشمراني الوحيد الذي بقي مرتدياً شعار الفريق الذي انتقل إليه قادماً من الوحدة وحقق معه الإنجازات والنجاح الفني ومن ثم الاستمرارية.. ـ البقية قد يكونون حققوا الإنجازات وظهروا بمستويات جيدة لكنهم لم يستطيعوا المواصلة وفضلوا العودة إلى مسقط الرأس.. ـ المكاوية (نسبة إلى القادمين من مكة أو المولودين فيها) لهم ارتباط خاص وشديد مع مسقط الرأس لدرجة أنهم لا يستطيعون العيش بعيداً عنها حتى لو كان من أجل كسب الرزق ولقمة العيش.. ـ المحترف الكروي بشكل عام يحتاج لأمور كثيرة غير موهبة كرة القدم وأهم ما يحتاجه القدرة على التنقل من بلد لآخر ومن ناد لآخر وأخيراً وهو الأهم القدرة على الصبر عن مسقط الرأس وهي المشكلة الكبرى التي يعاني منها لاعبو مكة المكرمة.. ـ هوساوي والمحياني وفلاتة لم يستطيعوا الاستمرار في الرياض ليس لعدم انسجامهم مع فرقهم إنما لعدم مقدرتهم على البعد عن الهواء المكاوي. ـ حتى لاعبي الأهلي والاتحاد القادمين من مكة لم يستطيعوا ترك السكن في مكة بل فضلوا التردد يومياً لأداء التدريبات.. ـ هل يكون مهند عسيري حالة مماثلة لحالة ناصر الشمراني يستطيع البعد عن مكة وتحقيق النجاح مع فريقه الشباب أم يكون مماثلاً لهوساوي والمحياني وفلاتة ويعجز عن الصبر عن مسقط الرأس ويعود ذات يوم مضحياً بالأموال.. ـ حالة اللاعبين القادمين من مكة ليست بحالة سهلة بل هي تؤكد أن الاحتراف ليس مجرد ممارسة كرة أو استلام راتب بل هو منظومة من عوامل عدة متى توفرت تحقق النجاح ومتى اختلت غاب النجاح وأهم هذه العوامل هو الجانب الاجتماعي لأنه مرتبط بالحالة النفسية.
