|


مساعد العبدلي
جمهور ذواق
2012-11-16

سعدت وبالتأكيد معي كثيرون لنتيجة مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الأرجنتيني وسعادتي مصدرها أن النتيجة إيجابية (فقط) على صعيد التاريخ وربما التصنيف العالمي إلى جانب عودة الروح للاعبي المنتخب. ـ أما فنياً فيجب ألا نبالغ في الفرح... قلت في هذه المساحة يوم الأربعاء إنني أعتبر لقاء السعودية والأرجنتين مجرد لقاء متعة ولا أعتقد أنه ذا مردود فني للمنتخب السعودي ولا أراه مقياساً لإيجابية أو سلبية المستوى الفني للمنتخب على اعتبار أن المنتخب المقابل ليس من المنتخبات التي تقاربنا المستوى ونملك القدرة على قياس وضعنا الفني بمواجهته ولذلك حتى عودة الروح ربما تكون لأن اللاعبين يلتقون هذا المنتخب العالمي ويبحثون فقط عن الظهور المشرف. ـ انتهى لقاء الأربعاء وربما أن المستفيد من ذلك اللقاء هو منظم المباراة ورعاتها حيث إنها تمثل مصدر دخل نادراً ما يتكرر. ـ أعود لما حدث قبل المباراة وتحديداً (الفوضى) التي تحدث عنها العالم أجمع عند وصول واستقبال المنتخب الأرجنتيني. ـ الجميع اجتهد وقال رأيه حول من كان وراء تلك الفوضى ويبقى كل ما طرح مجرد رأي واجتهاد حتى نسمع (رسمياً) رأي الجهات ذات الصلة التي شاركت في الاستقبال. ـ ربما أن الأمر الوحيد الذي (اتفق) عليه الجميع (وأؤيدهم) في ذلك هو أن ما حدث كان يعكس (وبكل أسف) ثقافة مجتمع، وهنا أتحدث عن (الواسطة) التي تسببت في دخول من لا يعنيهم الأمر إلى موقع الاستقبال وتلك (الواسطة) هي من أحدث الفوضى والدليل أنها غابت (أي الواسطة) في الملعب فغابت الفوضى وحضر النظام والمثالية. ـ أعود للجهات ذات الصلة التي شاركت في (مهزلة وفضيحة) الاستقبال وأقول إن جهة رسمية واحدة خرجت (رسمياً) وبرأت نفسها و(رمت) المسؤولية على (الجهة المسؤولة) عن الاستضافة ولا أعلم هل المقصود هنا لجنة شئون المنتخبات أم منظم المباراة؟ ـ يقول خالد الخيبري المتحدث باسم الهيئة العامة للطيران المدني متحدثاً لصحيفة الحياة “لا علاقة للعاملين في مطار الملك خالد الدولي بالرياض الذي استقبل المنتخب الأرجنتيني لا من قريب ولا من بعيد بموضوع الفوضى التي حصلت في المطار عن استقبال المنتخب الضيف “.. ـ ويواصل الخيبري حديثه قائلاً “مسؤوليتنا في الهيئة سلامة الطيران ولا علاقة لنا بكرة القدم ويفترض أن تتولى الجهة الداعية مسؤولية التنظيم والتنسيق والاستقبال ومراعاة هذه الجوانب كافة”. ـ انتهى حديث المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للطيران المدني الذي نشكره على تجاوبه وشفافيته ولكن لا يجب أن نقف هنا بل نهاية حديثه يجب أن تكون هي نقطة البداية للوصول لمن كان وراء تلك الفوضى، يجب خصوصاً أن الخيبري حدد أن المسؤولية تقع على الجهة الداعية، وفي تصوري أنه يقصد اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات وإذا كانت هذه الأخيرة لا ترى أنها مسؤولة فعليها أن تعلن ذلك حتى يتواصل إيضاح الحقيقة وعندها سنصل جميعاً إلى من كان وراء تلك الفوضى التي إذا لم نعالجها ونحاسب من تسبب فيها فإنها قد تتكرر بل ربما قد تتسبب في اعتذار الكثير من المنتخبات العالمية عن تلبية زيارة السعودية. ـ أخيراً أقول إن الجمهور السعودي أثبت أنه ذواق للفن الكروي من الطراز الأول والدليل هو ذلك الحضور الغفير والروح الرياضية المثالية العالية. ـ الجمهور حضر وشجع وتمتع لم يخرج عن الروح الرياضية ولم يمنعه غلاء التذاكر وكأنه يبعث برسالة يقول فيها “عندما يكون هناك كرة قدم حقيقية سنحضر ونملأ المدرجات لن تمنعنا أسعار التذاكر مهما ارتفعت أما إذا غاب المستوى الفني كما هو حال الدوري فلن نحضر حتى لو فتحت الأبواب بالمجان”. ـ ما حدث يوم الأربعاء يؤكد أن سبب غياب الجمهور السعودي عن المنافسات المحلية هو غياب المستوى الفني المقنع. ـ كما أن ما شاهدناه من ذلك الجمهور المثالي الراقي المتميز يؤكد أن من يخدشون جمال التنافس بالألفاظ أو اقتحام أرض الملعب هم لا يمثلون الجمهور الرياضي السعودي الحقيقي.