|


مساعد العبدلي
انحدرنا ولم نرتقِ
2012-10-19

دور الإعلام (كما هو دور التعليم والثقافة) هو الارتقاء بالمجتمع ونقله من فكر التخلف والجهل إلى فكر الرقي والعلم والثقافة والوعي.. ـ لن أتحدث عن دور المعلمين والمثقفين، فهناك من هو أقدر مني في الحديث عنهم وباسمهم والدور الذي قاموا ويقومون به.. ـ سأتحدث (بصفتي إعلامي) عن دور الإعلام (وتحديداً الإعلام الرياضي) في توعية وتثقيف المجتمع الرياضي على وجه الخصوص.. ـ دون تردد أقول (وبكل أسف) إن الإعلام لم يقم بدوره في هذا الجانب بل إنه (أي الإعلام) انحدر إلى مستوى الجاهلين والمتخلفين بدلاً من أن يرتقي بهم لمصاف المتعلمين والواعين.. ـ معظم الإعلام الرياضي (بتعصبه) (أنجر) إلى أعماق التخلف بدلاً من أن (يسحب) الوسط الرياضي إلى قمم الوعي.. ـ دعوني أضرب مثالاً.. حضور الحكم مطرف القحطاني لحفل أو مناسبة وكيف تم مناقشة حضوره واستنكاره.. أي أن هناك (ومنهم نائب رئيس لجنة الحكام) قالوا كيف لحكم أن يحضر مناسبة. ـ لننسى أن من حضر هو مطرف وأن المناسبة نصراوية وعلينا أن (نعممها) لتشمل كل الأندية وكل الميول والانتماءات.. تصوروا أن أحد الأندية حقق بطولة ولنقل خارجية وأقام حفلاً كبيراً ووجه الدعوات لكافة شرائح الوسط الرياضي (بما فيهم الحكام).. هل نستكثر حضور الحكام أم يفترض أن نستغرب غيابهم وعدم تلبيتهم الدعوة.. ـ تصوروا أن هناك مناسبة زواج لنجم أحد الأندية.. هل نستكثر على حكم حضورها، وتصوروا أنها مناسبة زواج لمواطن عادي هل نستكثر حضور قاض في محكمة مثل هذه المناسبة بسبب (ربما) وجود شخص أو أشخاص لهم قضايا لدى ذلك القاضي. ـ الأمر ينسحب على رجل المرور والطبيب وكل المهن المتعلقة بالمجتمع.. فربما حضور طبيب يميل لأحد الأندية مثلاً يجعل جماهير الأندية الأخرى تقاطع عيادته، حتى الإعلاميين بات (مستنكراً) عليهم حضور المناسبات التي تتعلق بالأندية التي يميلون لها (هم بشر يميلون لهذا النادي أو ذاك). ـ يجب أن نرتقي بالفكر والمجتمع وبدلاً من شجب واستنكار حضور الحكام أو القضاة لمناسباتنا الاجتماعية علينا أن ندعم حضورهم ونطالب به لنغرس لدى المجتمع الرياضي مفهوم التنافس وضرورة الفصل بين (المهنة) والتواصل الاجتماعي.. ـ إن استنكار الحضور (بل ربما مطالبة) الحكام والقضاة بعدم حضور المناسبات الاجتماعية فيه دعوة لتحجيم التواصل الاجتماعي ودعوة للفصل بين شرائح المجتمع.. ـ علينا (كإعلاميين) أن نقاتل من أجل تنوير وتوعية المجتمع الرياضي من خلال الارتقاء به لا الانحدار والانزلاق لوحل التعصب.. ـ اتركوا القضاة والحكام يندمجون في مجتمعنا ومناسباتنا بدلاً من عزلهم وإبعادهم تحت بند (درء الشبهات).. ـ علينا أن نشجع حضور القضاة والحكام وحتى الإعلاميين للمناسبات الاجتماعية والرياضية فهم جزء منا وفي نفس الوقت بشر من حقهم يعيشون هذه المناسبات ويتعايشون معها.. كما أن حضورهم من شأنه إذابة جليد وتنظيف وحل التعصب. ـ قدموا حسن النية على سوئها.