|


مساعد العبدلي
ضريبة البطولات
2012-06-21

ـ لا أعتقد أن عاشقاً لكرة القدم في العالم أجمع لا يتابع هذه الأيام نهائيات أمم أوروبا في بولندا وأوكرانيا. ـ ينقسم العالم (خلاف مواطني الدول المشاركة) حول تشجيع المنتخبات المشاركة ويأتي الانقسام لأسباب متفاوتة من شخص لآخر. ـ شخصياً لا أتردد في القول إنني من أنصار المنتخب الإسباني لسبب واضح أعلنه دون تحفظ وهو أنني (عاشق) برشلوني ومن هذا المنطلق أشجع المنتخب الإسباني أينما لعب باستثناء ملاقاته للمنتخب البرازيلي. ـ لست وحدي الذي أشجع المنتخب الإسباني لهذا السبب، فهناك من يتعاطف مع المنتخب الانجليزي كونه من أنصار الدوري الانجليزي، وهناك من يتعاطف مع منتخبات لأن لاعبين أو مدربين ينتمون لتلك الدول لعبوا أو دربوا في الدوري السعودي، وهناك من يتعاطف مع المنتخبات المستضيفة تعاطفاً مع جماهير تلك الدول لأنه من المحزن أن يغادر منتخب دولة مستضيفة. ـ أعود للمنتخب الإسباني وأقول إن الأداء الفني للأندية قد ينتقل ويؤثر بشكل إيجابي على أداء المنتخب، وهذا وضح جلياً عندما يتناقل لاعبو برشلونة الأربعة الأساسيون(3 في خط الوسط والرابع مدافع(الكرة بنفس الأسلوب الذي اعتادوا عليه مع فريقهم، وهذا خدم مدرب المنتخب ديل بوسكي كثيراً في تفوق منتخب إسبانيا في منطقة المناورة. ـ الحديث يتواصل عن المدرب ديل بوسكي الذي خسره ريال مدريد وكسبه المنتخب الإسباني، وأقول إن من أسرار تفوق المنتخب الإسباني هو الاستقرار التدريبي، فهذا المدرب قاد المنتخب لتحقيق بطولة أمم أوروبا الماضية ومن ثم كأس العالم، وهاهو يقود المنتخب في النهائيات الحالية، وتم خلال النهائيات تجديد عقده لعامين مقبلين أي حتى نهاية مونديال البرازيل 2014 وهذا قرار يصب في مصلحة المنتخب الإسباني بغض النظر حافظ على اللقب الأوروبي أو خسره. ـ وللإنجازات ضريبة ضخمة تتمثل في عدم تقبل أنصار ذلك الفريق أو المنتخب الخسارة، بل عدم قبول تحقيق البطولات متى حقق الفريق أو المنتخب بطولات ضخمة كلقب أمم أوروبا أو كأس العالم. ـ من يتابع مباريات المنتخب الإسباني في النهائيات الحالية يشعر بأن اللاعبين تحت ضغط نفسي شديد، فالجماهير الإسبانية وكل جماهير العالم التي تتعاطف مع هذا المنتخب لايمكن أن تقبل حتى التعادل فكيف بالخسارة أو خسارة اللقب. ـ الجماهير تتعامل مع هذا المنتخب على أنه بطل أوروبا وكأس العالم ومتصدر التصنيف العالمي وبالتالي يجب أن يكون دوماً في المقدمة. ـ البطولات والإنجازات تصنع الفرحة لنا كجماهير وأيضاً للاعبين لكنها تضع اللاعبين تحت ضغط نفسي شديد لاتتمنى أن تكون أنت تحته. ـ لكل شيء في الحياة ضريبته، شخصياً لا أتصور أن تخسر إسبانيا اللقب القاري. أما لقب كأس العالم فإن لم يكن برازيلياً فأتمناه إسبانياً.