بعد غياب طويل عن الوصول لنهائيات البطولات الكبرى عاد النصر وبعودته (ولو مجرد وصول للنهائي) تكون رقعة التنافس قد زادت وإثارة البطولات ستزداد توهجاً لما لهذا النادي من قيمة كبيرة.. ـ عندما يعود النصر يرتفع مستوى التنافس وتزداد الإثارة وهذا في النهاية يصب في مصلحة الكرة السعودية.. ـ خلال سنوات خلت كان التنافس على أشده بين الاتحاد والهلال ثم اقتحم الشباب أجواء المنافسة وفي العام الماضي عاد الأهلي إلى واجهة البطولات ومع نهاية هذا الموسم يعود النصر (ولو للنهائي) وربما يحقق البطولة.. ـ قبل أن أتحدث عن تأهل النصر لا بد من الإشادة بفريق الفتح الذي كان حاضراً بقوة هذا الموسم سواء في دوري زين أو في مسابقة كأس الأبطال وخرج خروجاً مشرفاً لا يقلل إطلاقاً من روعة وجمال ها الفريق.. ـ لست مع من (يبالغون) بالقول إن الفتح خرج بفعل التحكيم فالأخطاء التي حدثت في مباراتي الذهاب والإياب لم تكن بذلك الحجم باستثناء ضربة الجزاء في لقاء الذهاب فقد كان الخطأ خارج منطقة الجزاء.. ـ أما في لقاء الإياب فليس صحيحاً أن هناك هدفاً ملغياً للفتح، فالحكم فهد المرداسي أطلق صافرته محتسباً خطأ لمصلحة النصر قبل وصول الكرة لعبدالعزيز بوشقراء أي أن الصافرة جاءت قبل تسجيل الهدف وبالتالي لم يكن هناك إلغاء.. ـ أما حقيقة الخطأ فهو بالفعل صحيح فالحاج بوقاش تعرض للدفع قبل وصول الكرة لبوشقراء وبالتالي قرار المرداسي كان سليماً.. لا أبالغ إذا قلت إن المرداسي تغاضى عن إبراز البطاقة الحمراء مرتين للاعبي الفتح.. ـ الأولى لعبدالله الدوسري عندما دفع حارس النصر وتشابك مع محمد عيد وكان بحوزته بطاقة صفراء وكان على المرداسي أن يشهر البطاقة الصفراء الثانية (الحمراء).. أما اللاعب الثاني المستحق للطرد فهو من أعاق (المنفرد) خالد الزيلعي.. أيضاً في تصوري أن خالد الغامدي مدافع النصر كان يستحق البطاقة الصفراء لدخوله العنيف في أكثر من مناسبة.. ـ بالنسبة لتأهل النصر فقد كان صعباً للغاية وهو أمر متوقع نظير الإفراط (المبالغ فيه) في الثقة من قبل النصراويين ولعل تخصيص طائرة لنقل الفريق إلى جدة والطلب من اللاعبين إحضار ملابس إضافية تحسباً للسفر إلى جدة كان عنواناً للإفراط في الثقة من قبل الإدارة وهو ما انسحب على اللاعبين الذين ظهروا بمستوى فني متدن للغاية.. ـ كان من المفترض أن تجري إدارة النصر تحركاتها حيال نقل الفريق إلى جدة بسرية تامة دون إعلان ذلك للاعبي الفريق حتى لو وصل الأمر إلى عودة الفريق إلى الرياض ومن ثم السفر إلى جدة.. ـ النصر الذي لعب أمام الفتح وتحديداً في لقاء الإياب لا يمكن أن يحقق كأس خادم الحرمين الشريفين لكن كرة القدم تقبل كل الاحتمالات ولعل نهائي الموسم الماضي دليل حي إذ كانت معظم الترشحيات تصب في مصلحة الاتحاد لكن الأهلي قال كلمته وبجدارة.. ـ مبروك للنصراويين عودتهم للمباريات النهائية (ثقيلة الوزن)، ونتمنى أن يتواصل العمل النصراوي من أجل تقديم فريق أقوى مما شاهدناه في نصف النهائي وأن يعلم النصراويون أن الوصول للنهائي بحد ذاته يعد إنجازاً مقارنة بما قدمه فريقهم هذا الموسم، لكن الوصول للنهائي لا يجب أن يكون مقنعاً وتقف إدارة النصر عند هذا الإنجاز.
