|


مساعد العبدلي
هل بات وسطاً موبوءًا ؟
2012-03-21

الرياضة فن وذوق وأخلاق..الرياضة تنافس... مفاهيم لمن يفهمها على حقيقتها ويعيشها ويتعايش معها... ـ الفن والذوق والأخلاق والتنافس الشريف من المفترض أن تكون صفات كل من ينتمي للوسط الرياضي من ممارسين (لاعبين ومدربين وأجهزة طبية وإدارية) أو متابعين (جماهير) وأخيراً مراقبين (الإعلام الرياضي).. ـ لا نختلف على أنه الوسط الأسرع للشهرة وربما للثراء والمؤسف أنه بات الطريق (الأقصر) لتحقيق الأهداف (الشريفة وغير النبيلة)... ـ الوسط الرياضي (بوجه عام) شأنه شأن أي وسط آخر يجمع الصالح بالطالح... الشريف بسيىء السمعة...لكن هذا الوسط يختلف عن بقية المجالات... ـ اختلاف الوسط الرياضي عن بقية المجالات كان من المفترض أن يوظف إيجاباً لكن العكس هو ما يحدث على أرض الواقع... ـ الاختلاف الذي أعنيه هو أن الوسط الرياضي (بكافة شرائحه) نال ولا زال ينال (أعلى سقف) من حرية الرأي مقارنة ببقية أوساط المجتمع ولكنهم (أي الرياضيين) تعاملوا مع هذا السقف بسلبية واضحة من خلال طرح بعيد كل البعد عن مفاهيم الرياضة (الفن – الذوق- الأخلاق –التنافس الشريف).. ـ تابعوا شرائح الوسط الرياضي اليوم تجدون اللاعب والإداري والمدرب يخرج عن النص قافزاً فوق مفهوم التنافس الشريف وليس ببعيد عنهم الإعلامي الرياضي الذي يزيد عنهم بأنه لا يكتفي بنقل أحاديث الخارجين عن النص (اللاعب والإداري والمدرب) إنما ينقل حديثهم ويضيف عليه حديثه أو رأيه الذي يكون (في غالب الأحيان) بمثابة رش الكيروسين فوق نار مشتعلة. ـ في زمن مضى كنا نقول إن دور الرياضيين (لاعبين وإداريين ومدربين وإعلاميين) هو تثقيف المشجع الرياضي وحثه على التمسك بمفاهيم التنافس الرياضي الشريف وهو دور لا ننكر أنه نجح في فترة زمنية حيث ارتقى الوسط الرياضي بفكر المشجع من جهل إلى ثقافة... ـ لكن ما حدث هو أن المشجع الذي (استفاد) من الرسالة الرياضية واصل رقيه ووعيه وثقافته في وقت تراجع كثير من الرياضيين( لاعبين وإداريين وإعلاميين) في مستواهم الفكري حتى بات المشجع أكثر وعياً وثقافة لدرجة أنه بات يرى الوسط الرياضي وسطاً (موبوءًا) لا يظهر منه إلا (العفن) وسقط الكلام. ـ هذه حقيقة وسطنا الرياضي في وقته الحاضر... ولكي لا أعمم أقول إن (الأغلبية) من شرائح وسطنا الرياضي باتوا يسيئون لهذا الوسط الذي كان من المفترض أن يكون قمة النزاهة والتنافس... ـ لا تلوموا المشجع الرياضي (الواعي) (المثقف) عندما هجر تنافسنا المحلي...لقد فقد الثقة تماماً في مستوى اللعبة وفي (كثير ممن) يتعاملون معها من لاعبين وإداريين وإعلاميين... ـ علينا أن نتكاتف من أجل إعادة المشجع الرياضي السعودي (الواعي) لمنافساتنا المحلية... هذا لن يتم إلا بتنظيف الوسط الموبوء... ـ تنظيفه يتم من خلال (لفظ) كل من يخرج عن النص... وقبل ذلك أن نعيد المستوى الحقيقي للكرة السعودية الذي بغيابه انتقل الحديث من إبداع الكرة إلى إساءات الصحافة والقنوات الفضائية... ـ متى يعلو صوت الفن والإبداع (داخل الملعب) على صوت الإساءة والتجريح (خارجه)؟ خارج الموضوع ـ لظروف خاصة... أتوقف لمدة 10 أيام... أتمنى أن يهدأ خلالها غليان براكين الإعلام الرياضي... ذلك الغليان الذي قذف حمماً لوث كثيراً من جمال هذا الإعلام.