|


مساعد العبدلي
السهر مع البرشا متعة
2010-12-01
ـ تشدو الراحلة (أم كلثوم) قائلة (فما أطال النوم عمرا... وما قصر في الأعمار طول السهر)...
ـ أؤمن إيماناً تاماً بمضار السهر لكنك أحياناً تضطر لتصدق ما قالته أم كلثوم وتقتنع أن السهر (في بعض المناسبات) لا يقصر في الأعمار فتلك المناسبات التي تضطرك للسهر قد تصبغ المتعة على حياتك في تلك اللحظات وربما تفيدك صحياً من خلال الاسترخاء والاستمتاع...
ـ لا أبالغ إذا قلت أن صديقاً عزيزاً قال لي بالحرف الواحد (كانت زوجتي تتضايق كثيراً من قضائي وقتاً طويلاً أشاهد مباريات كرة القدم وعندما تابعت معي مباراة برشلونة وريال مدريد وشاهدت إبداع برشلونة تغيرت نظرتها وقالت هذه هي المباريات التي تستحق المتابعة والمشاهدة)...
ـ هكذا هي الفرق الكبيرة الممتعة كبرشلونة تساهم حتى في تغيير نظرة المجتمعات لكرة القدم..
ـ لم أكن أتمنى أن أخرج في مقالاتي عن أحداث خليجي 20 لكن فريق النجوم الفريق القادم من كوكب آخر أجبرني أن أخرج (استثناءً) عن خليجي 20 وأن أسهر (أيضاً استثناءً)...
ـ عندما يلعب برشلونة (وخصوصاً أمام منافسه العنيد ريال مدريد) تجد نفسك لا شعورياً تسهر فالمتعة حاضرة لدرجة أنك تتمنى ألا تنتهي السهرة...
ـ جوارديولا المدرب الكبير (فكراً) الصغير (سناً) يقف وراء صناعة متعة فريق برشلونة....
ـ كثيرون يرون بأن دور أي مدرب مع أي فريق لا يتجاوز 20 إلى 25% لكن المدرب الداهية جوارديولا يجبرك أن تعيد النظر في هذا المفهوم فهو يقنعك بأن دور المدرب قد يرتفع ليصل إلى نسبة 40% وربما أكثر من ذلك...
ـ جوارديولا المدرب الوحيد في العالم الذي نجح في إقناعنا بأن كرة القدم (متعة) وأنها لعبة جماعية تعتمد على عمل الفريق كمجموعة وهذا العمل الجماعي يخفي الفوارق الفنية بين عناصر الفريق فلا تشعر بنجم بعينه يعتمد عليه الفريق...رحل نجوم كبار وظل برشلونة يبدع ويمتع ويحقق الانتصارات والإنجازات...
ـ لاعبو برشلونة هم أكثر لاعبي العالم تناقلاً للكرة فتجد كل لاعب تمر الكرة من خلاله وكأنها قسمة بالتساوي وليس كما هو حال بعض الفرق أو المنتخبات التي يقتصر نقل الكرة فيها على 4 إلى 5 لاعبين والبقية مجرد تكملة عدد...
ـ في برشلونة تمرر الكرة إلى بيكيه وبويل وأظهرة الجنب بذات النسبة التي تمر بها على لاعبي الوسط والهجوم فتشعر بأن الفريق يتحرك كتلة واحدة ما يصعب من مهمة الفريق المقابل وبهذا الأسلوب يكسب برشلونة الجميع بالخمسة والستة مع إمكانية مضاعفة النتيجة وهذا لا يحدث إلا مع جوارديولا الذي يعتمد على مجموعة ولا يؤمن بنجم بمفرده...برشلونة مع جوارديولا مدرسة لمن يريد أن يتعلم كرة القدم...
ـ سعادة الجماهير الكاتالونية لم تقف عند فوز ساحق على الملكي بل تعدتها إلى احتفال بفوز رئيس ناديها السابق خوان لا بورتا بمقعد في برلمان كاتالونيا وهو المنصب الذي من أجله ترك البرشا (رسمياً) لكنه لا يمكن أن يتخلى عنه مشاعرياً.