|


مساعد العبدلي
جماهير إسبانيا وجماهيرنا
2010-08-31
يوم أمس الأول (الأحد) كنت أشاهد المباراة الأولى لفريق برشلونة الإسباني عندما حل ضيفا على فريق راسينج سانتاندير وخرج الفريق الكاتالوني (حامل اللقب) بنقاط المباراة بعد مستوى متميز توجه نجوم (البرشا) بثلاثة أهداف.
ـ فوز برشلونة (المتوقع والمعتاد) ليس موضوع مقالتي إنما ما حدث خلال اللقاء وتحديداً في منتصف الشوط الثاني هو ما لفت نظري ووجدته موضوعاً يستحق الطرح والإشارة والإشادة.
ـ في منتصف الشوط الثاني قرر مدرب فريق برشلونة جوارديولا إخراج نجم خط وسط فريق اللاعب أنيستا بعد جهد كبير بذله خلال المباراة..وبينما أنيستا في طريقه لخارج الملعب دوت عاصفة من التصفيق ووقف الجمهور بأكمله يصفق ويحيي انيستا رغم أن المباراة تقام على ملعب فريق راسينج ووسط جماهيره الغفيرة.
ـ جماهير راسينج وقفت احتراماً وتقديراً وتحية للنجم أنيستا رغم أن فريقها مهزوم بالثلاثة بل أن أنيستا كان صاحب الهدف الثاني في شباك الفريق المضيف.
ـ أليس غريباً أن تقف الجماهير لتحيي لاعباً سجل هدفاً في مرماها... أليس غريباً أن تقف الجماهير لتحيي لاعباً من فريق يهزم فريقها بالثلاثة.
ـ هذا الاستغراب يزول عندما يتعلق الأمر بالوعي الجماهيري وعندما تكون المصلحة (العامة) تفوق المصلحة (الخاصة).
ـ جماهير فريق راسينج وقفت تحيي أنيستا لأنه صاحب الهدف الاسباني الوحيد في نهائي كأس العالم...صاحب الهدف الذي جلب لقب كأس العالم لمملكة إسبانيا...
ـ مصلحة اسبانيا تعلو فوق مصلحة فريق راسينج وهذا كان السر وراء ذلك الوقوف وتلك التحية من قبل جماهير راسينج.
ـ ما أروع الوعي الجماهيري... وما أروع أن نفهم أن المصلحة (العامة) للوطن ونجومه يجب أن تعلو فوق المصلحة (الخاصة) للأندية...
ـ هناك يقفون احتراماً وتقديراً للاعب مثل منتخب بلاده خير تمثيل وساهم في إحراز لقب عالمي لوطنه.
ـ بينما نحن منشغلون باستطلاعات رأي حول جماهيرية أنديتنا ومصلحة (الأندية) تعلو فوق مصلحة (الوطن) لدى مسئولي الأندية وجماهيرها.
ـ الوعي ولا شيء غيره من يصنع الفارق بيننا وبينهم.