|


مساعد العبدلي
بين مالك والحارثي ومتعب
2009-04-21
تحقق الكرة السعودية قفزات هائلة على كافة الأصعدة الفنية والإدارية والطبية والجماهيرية، إلا أن الكوادر الطبية تكاد تكون أقل مواكبة أو تطوراً لما تشهده بقية أضلاع منظومة كرة القدم.
ـ الأندية السعودية تصرف ملايين الريالات للاهتمام بفرق الكرة ولكنها تخسر مبالغ كبيرة على صعيد العلاج الطبي والتأهيل وهو أمر نعلم جيداً أنه مكلف للغاية وليس من المنطق أن نطالبها (ولو في الوقت الحاضر على الأقل) بتجهيز صالاتها الطبية بأطباء متخصصين وأجهزة تأهيل حديثة، لأن هذا يتطلب ميزانيات ضخمة.
ـ ولا نلوم أنديتنا عندما تضطر لإرسال لاعبيها للخارج للعلاج من الإصابات القوية إما لغياب التشخيص الصحيح كما حدث في إصابة سعد الحارثي الذي تفاوت تشخيص إصابته من طبيب لآخر، والأمر ذاته حدث مع مالك معاذ وعماد متعب، أو لغياب مراكز التأهيل المتخصصة لفترة ما بعد العلاج.
ـ اللوم وفي نفس الوقت الاستغراب يوجه لرجال الأعمال وتحديداً ملاك المستشفيات الأهلية الكبيرة جداً حيث تجاهلوا أو أهملوا جانب إصابات الملاعب الرياضية مع أنها تدر على المستشفيات مبالغ كبيرة متى توفر أطباء متخصصون مهرة وأجهزة تأهيل حديثة.
ـ الاحتراف لا يتعلق فقط بأندية المحترفين إنما يجب أن ينسحب على المجتمع كون الاحتراف يؤثر ويتأثر بالمجتمع الذي يطبقه، ولعل المستشفيات أو العيادات الرياضية المتخصصة هي جزء من المجتمع الاحترافي، لكن يبدو أن رجال الأعمال السعوديين مترددون حول من يعلق الجرس.
ـ هل يعقل أننا لا نملك في المملكة العربية السعودية من هو قادر على تشخيص إصابة النجم مالك معاذ أو سعد الحارثي أو غيرهم من لاعبي الكرة أو الرياضيين بشكل عام.
ـ المجتمع الرياضي الذي استوعب بالتدريج مفهوم الاحتراف ومدير الأعمال ومدير الاحتراف لا بد أن يفهم أن الإصابات الرياضية هي جزء من هذا المجتمع، وأن الاستثمار في مشافي وعيادات طبية رياضية متخصصة ومراكز تأهيل هو استثمار ناجح مثلما هو الاستثمار في معسكرات الإعداد المجهزة بكل مستلزمات التدريب والتأهيل.
ـ نحن لا ننتظر من رجال الأعمال مكرمة أو تفضلا، إنما ندعوهم لاستثمار مضمون الأرباح بدلاً من هجرة أموال الأندية للأطباء والمشافي الأجنبية.