|


مساعد العبدلي
لمن وكيف نقرأ؟
2009-02-08
لا يخرج الهدف من القراءة (الكتب بمختلف أنواعها والمقالات الصحفية) عن العلم أو الثقافة أو كليهما.
ـ الكتب بمختلف أنواعها تمنحنا العلم بالشيء وأحياناً تثقفنا إذا كنا أساساً نعلم أو معلوماتنا قاصرة.. الأمر ذاته ينسحب على المقالة الصحفية التي في غالب الأمر تعبر عن وجهة نظر، لكن لا يمنع أنها قد تمدنا بمعلومة أو ثقافة حسب مقدرة الكاتب.
ـ ورغم اختلاف فكر الكاتب (مؤلفاً أو صحفياً) إلا أن الاختلاف الأكبر يكمن في المتلقي (القارئ) وينبع الاختلاف إما من نوع ثقافة القارئ أو هدفه الأصلي من القراءة.
ـ باختلاف القارئ تكمن الفائدة العائدة من القراءة.. بمعنى أدق المردود الإجمالي على المجتمع.. فكلما كان القارئ أكثر وعياً وثقافة كان مردود الكتاب أو المقالة كبيراً.. والعكس صحيح.
ـ ما أعنيه هنا لا يقتصر فقط على المجال الرياضي إنما على القراءة بشكل عام  وتحديداً في الجانبين السياسي والثقافي، ولعل الأخير هذا هام للغاية كونه يرتبط بثقافة المجتمع وفكره.
ـ المؤسف جداً في مجتمعنا العربي بشكل عام والسعودي على وجه الخصوص أننا نقرأ بتوجه مسبق وهذا فهم خاطئ للغاية يحد كثيراً من اتساع حجم العلم والثقافة.
ـ كثيرون يتجنبون القراءة لهذا الكاتب أو ذاك نتيجة تأثير خارجي مسبق حيال الكاتب وبالتالي بات القارئ أسيراً لاسم الكاتب وليس لما كتبه، مع أن المنطق الحقيقي للقراءة يقول اقرأ ما هو مكتوب ولا تكتفي بقراءة اسم الكاتب.
ـ في المجال السياسي كثيرون يرفضون القراءة لبعض الكتاب لمعرفتهم المسبقة بفكرهم أو توجههم السياسي، والأمر ذاته في الجانب الفكري أو الفلسفي، وفي تصوري أن هذا فهم خاطئ لأن الكاتب قد يمنحنا في طرحه معلومة فيها فائدة حتى لو اختلفنا مع فكره أو توجهه.
ـ وفي المجال الرياضي قد يكون الأمر مختلفاً بعض الشيء.. هناك من يرفض القراءة لكاتب بعينه لمعرفته المسبقة بميوله أو حتى توجهه الفكري، لكن الأسوأ أن هناك من يقرأ لكاتب يختلف معه ميولاً وتوجهاً وبالتالي يقرأ له مرتدياً نظارة خاصة يرى من خلالها ذلك الكاتب بشكل مسبق.
ـ علينا ونحن نقرأ (إذا كنا نبحث عن العلم والثقافة) أن نتجرد من التأثيرات المسبقة الموجهة ضد الكاتب، لأن القراءة بفكر مسبق لا تعود على القارئ بأي فائدة، فهو يقرأ ليتصيد ويؤكد فكره المسبق وليس ليستفيد.
ـ عندما نقرأ ولكي نستفيد علينا أن نتجرد من عواطفنا.