|


مساعد العبدلي
الرؤى الفنية قبل الإثارة
2009-01-03
غداً تنطلق دورة كأس الخليج العربي التاسعة عشرة لكرة القدم. وعندما أقول لكرة القدم وأتجاهل الألعاب المصاحبة إنما لأنها بالفعل الدورة التاسعة عشرة لكرة القدم بينما الألعاب المصاحبة لا زالت حديثة عهد.
ـ 38 عاماً مرت على انطلاق أول نسخة من دورات كأس الخليج والفارق واضح وملموس (لمن يريد أن يعترف بأن هناك فارقاً)، الفوارق ليست على صعيد المستويات الفنية بل تشمل كافة جوانب كرة القدم من بنية تحتية ومنشآت رياضية ومجال تدريبي وتحكيمي وإعلامي.
ـ من تابع ويتابع دورات الخليج يعرف كيف كانت الملاعب وكيف أصبحت...يعرف كم كان عدد الحكام والمدربين والإعلاميين الخليجيين وكم أصبح الآن.
ـ من دورة لأخرى كان التطور حاضراً وملموساً على كافة الأصعدة بشهادة غير الخليجيين من عرب وأجانب، صحيح هناك آراء تطالب بوقف الدورة والبحث عن بديل لكن الأغلبية ترى عكس ذلك لأن المردودات الإيجابية على كرة القدم الخليجية واضحة.
ـ لن أتحدث عن التطورات الفنية لأنني ليس فنياً، ولذلك سأركز على الجانب الإعلامي ودوره في دورات الخليج.
ـ الإعلام لعب دوراً كبيراً فيما تحقق لدورات الخليج،الإعلام هو من أوصل الدورة ومنافساتها ونجومها ومسئوليها لكل بيت خليجي بل وعربي.
ـ الإعلام كان السمة البارزة للدورات المتعاقبة وكانت الصحافة والمحطات الحكومية هي الحاضرة وتنقل الإثارة أداءً وتصريحات حتى باتت دورة الخليج هي دورة الإثارة الإعلامية.
ـ اليوم نحن نتحدث عن انفجار فضائي وقنوات تجارية تتسابق لدفع الملايين لتنقل منافسات كأس دورة الخليج من خلال استوديوهات تحليلية تضم خبراء خليجيين وعرب يتنافسون بالفوز بأكبر عدد من المشاهدين.
ـ لكن علينا كإعلاميين أن نرتقي بشكل أكبر في عطائنا الإعلامي، فالمشاهد اليوم يختلف عن مشاهد الأمس على صعيد الوعي والثقافة والفهم الكروي،حتى لاعب اليوم ليس هو لاعب الأمس، نحن نتحدث لاعب محترف بخلاف لاعب الأمس الهاوي.
ـ لا ما نع من إثارة إعلامية مقبولة، فالإثارة جزء من الإعلام بل إنها جزء رئيس من دورات الخليج،لا يجب أن تكون الإثارة على حساب وقت الرؤى الفنية المفيدة التي يترقبها المشاهد واللاعب والمدرب.
ـ اليوم المتابع للإعلام الرياضي ينتظر التحليل الفني والرؤية الخبيرة من ضيوف الاستوديوهات، هذه الاستوديوهات يجب أن تلعب دوراً فاعلاً في دفع كرة القدم الخليجية من خلال تقديم المعلومة الفنية والإحصائية الدقيقة، فعالم الاحتراف يختلف كثيراً عن عالم الهواية حتى على صعيد المتابعة الإعلامية.