|


مساعد العبدلي
أين الحقيقة؟
2008-12-27
لعبت القنوات الفضائية الرياضية المتخصصة ولا زالت تلعب دوراً كبيراً في نشر وتثقيف الشارع الرياضي العربي بشكل عام والخليجي على وجه الخصوص من خلال البرامج الحوارية المفتوحة واستوديوهات التحليل وتقييم الأداء التحكيمي.
ـ ربما أن البرامج الحوارية واستوديوهات التحليل تكون قابلة للنقاش كونها في غالبها تمثل رؤى شخصية قد تختلف من شخص لآخر.
ـ أما البرامج المخصصة لمناقشة الأداء التحكيمي فمن المفترض أن تكون أقل قبولاً للنقاش، كونها تعتمد على نصوص قانونية مكتوبة.. الحوار أو الاختلاف في الاستوديوهات يكون مقبولاً حول قرار تقديري كاحتساب ضربة جزاء، أما القرارات غير التقديرية فمن المفترض ألا تتفاوت من محلل لآخر، ويجب أن يكون هناك اتفاق طالما هناك نص ومتى حدث الاتفاق تحقق الهدف المنشود من الاستديو وهو تثقيف المتلقي.
ـ خلال الأسبوع الماضي تابعت برنامج (خط الستة) على قناة أبوظبي الرياضية كمشاهد بينما شاركت في برنامج (المركز الرياضي) على قناة أوربت كضيف داخل الاستديو.. وبين المتابعة والمشاركة حدثت اختلافات بين حكام كبار سابقين يتبوؤون مناصب محلية وخارجية.. الاختلافات لم تكن حول قرارات تقديرية بل كانت حول نصوص قانونية.
ـ في برنامج (خط الستة) قال المحلل المصري الشهير جمال الغندور "إن نظام الفيفا لا يسمح لأي حكم بأن يعتذر عن خطأ ارتكبه أو قرار اتخذه خلال مباراة كرة قدم"، بل إن الغندور شدد على أن الفيفا يعاقب أي حكم يفعل ذلك.. عبدالرحمن الزيد نائب رئيس لجنة الحكام السعودية وفي مداخلة في نفس البرنامج قال "إن هذا الكلام غير صحيح ولا يوجد نص و لا يجب معاقبة الحكام".. وبين الغندور والزيد تاه المشاهد وغابت الحقيقة.
ـ وفي المركز الرياضي على قناة أوربت كان الحوار يدور حول غياب الرايات الركنية عن لقاء الحزم والرائد والتي قال عنها عبدالله الناصر رئيس لجنة الحكام "إن غيابها (أي الرايات) يجعل المباراة غير قانونية ويجب إعادتها".. خلال نفس البرنامج تداخل المحاضر الدولي المعروف البحريني جاسم مندي وقال "إن القانون واضح وصريح ولا يوجد نص يتضمن إلغاء المباراة أو إعادة إقامتها في حال عدم تواجد الرايات الركنية".. وبين الناصر ومندي تاه المشاهد وغابت الحقيقة.
ـ بالفعل نحن كمشاهدين نريد الحقيقة لكي نثقف أنفسنا أولاً ولكي نستطيع تقييم الحكام ثانيا،ً بدلاً من حوارات جدلية في هذا المجلس أو تلك الاستراحة.. ولكن كيف نتثقف والحقيقة تائهة بين المختصين!