|


مساعد العبدلي
استوديوهات تفرق ولا تقرب
2008-09-10
نفرح كثيراً عندما تضم الاستوديوهات التحليلية أبرز نجوم الكرة الخليجية والعربية يطرحون آراءهم حيال بعض المناسبات الكروية.
ـ مصدر فرحنا هو حجم الثقافة والمنفعة التي تعود على المتلقي الرياضي المتابع لتلك الاستوديوهات إلى جانب سعادتنا بلقاء النجوم العرب والخليجيين من وقتٍ لآخر.
ـ نتحدث عن نوعين من الاستوديوهات... تحليلية يوم المباراة يكون فنياً بحتاً أو جلسات يتبادل فيها ضيوف الاستوديو الرأي حيال المناسبة الكروية.
ـ الاستوديوهات التحليلية غالباً تكون أكثر نفعاً كونها تقتصر غالباً على الرأي الفني دون التعرض إلى أمور غير فنية وإن حدثت تجاوزات فهي محدودة.
ـ ربما أن أسوأ ما قد يكون في الاستوديوهات التحليلية هو فشل بعض المحللين في اختيار المفردة الجيدة أو التعبير عن الرأي بطريقة لا يفهمها المتلقي كما يقصدها المحلل... أيضاً قد يحاول بعض المحللين الاجتهاد فيغرد بعيداً عن الأمور الفنية فيقع في المحظور.
ـ أما النوع الآخر من الاستوديوهات وهي الجلسات المطولة فهي حوار أكثر منه رأي فني وللأسف الشديد أنها أحياناً تخرج عن النص لدرجة أنها تخلق نوعاً من الفرقة أو إثارة المشاكل، وهذا أمر طبيعي كنتيجة طبيعية لكثرة الكلام... فكلما كثر الكلام كثر الخطأ.
ـ لعلني أطرح هنا مثالين من أرض الواقع حدثا خلال اليومين الماضيين عكسا سلبية التجاوز في بعض الاستوديوهات التحليلية.
ـ المثال الأول هو زلة اللسان والخروج عن النص الذي بدر من الدكتور مدني رحيمي في تعليقه عن عدم اختيار اللاعب محمد نور للمنتخب....خرج رحيمي عن الموضوع الرئيسي للأستوديو وهو النظرة الفنية لمباراة الاتحاد والإسماعيلي وراح يتحدث عن قائمة المنتخب السعودي واسترسل في الحديث فوقع في الكارثة أساء لمحمد نور وأيضاً للمسؤولين عن الكرة السعودية.
ـ المثال الثاني هو برنامج الحلم على قناة أبوظبي الرياضية والذي يستضيف فيه الزميل يعقوب السعدي النجوم خالد سلمان ومبارك غانم وصالح النعيمة ورياض الذوادي للحديث عن تصفيات كأس العالم.
ـ الرباعي اجتمعوا للحديث عن التصفيات وحظوظ المنتخبات الخليجية بشكلٍ أدق بل إنهم من وقتٍ لآخر (يتظاهرون) بحماسهم للمنتخبات الخليجية لكن ما حدث ويحدث معاكس تماماً لما يتظاهرون به.
ـ تنافر....أصوات تتعالى ليس اختلافاً في الرأي إنما خلاف وتعصب!!! لدرجة أن أحدهم يتهم آخر بأنه يملك جاسوساً يمنحه المعلومات!!! وتصوروا أن هناك من قال إنني غير محبوب ولذلك هناك من يبحث عن تصيد أخطائي.
ـ تُرى هل هذا حديث نجوم كبار يعدون قدوة للصغار؟! هل هذا الحديث يقدم أي منفعة للمتلقي الرياضي؟!
ـ مثلما للاستوديوهات منفعتها فإن لها مساوئها وهي للأسف أشد خطراً وضرراً من منافعها.
ـ تقنين الاستوديوهات واختيار الضيوف المثاليين مطلب ضروري إذا كنا نبحث عن حماية علاقتنا مع بعضنا داخل الوطن الواحد أو بيننا كدول خليجية.