|


مصطفى الآغا
ماذا قال السير أليكس عنا ولنا؟ (1)
2009-03-05
من البديهي أن أكتب عن لقائي بالسير أليكس فيرجسون أحد أهم وأشهر مدربي العالم وهو اللقاء الذي امتد إلى حوالي أكثر من أربعين دقيقة ووصفه فيرجسون نفسه بأنه لقاء (رائع) ولا أعتقد أنها مجاملة منه لأنه معروف عنه حدة الطبع وعدم المجاملة وهو طلب الأسئلة قبل 10 أيام من المقابلة التي أجريتها.
آثرت أن أكتب عن اللقاء بعد عرضه وليس قبله حتى أتعرف على ردود الفعل عليه جماهيرياً خاصة وأن الرجل هو العقل المحرك والقلب النابض لأفضل ناد في العالم حاليا.. فهو بطل العالم وأوروبا وإنجلترا ويسعى حاليا لخماسية تاريخية بدأت بكأس رابطة المحترفين على حساب توتنهام ويقترب من اللقب الثالث على التوالي في الدوري وسيلعب في ربع نهائي كأس إنجلترا أمام فولهام وما زال مانشستر في السباق على لقب أوروبا الذي يحمله بالتالي لديه الفرصة في بطولة العالم للأندية.
ولو حقق هذه الخماسية فسيكون مانشستر صاحب أكبر إنجاز في التاريخ.. طبعاً كل هذا وليد التخطيط السليم والفكر الثاقب والرؤية الإستراتيجية ليس للسير أليكس وحده بل للمنظومة التي تقف وراءه بدءا بمجلس إدارة النادي مرورا باللاعبين والكادرين الفني والطبي وانتهاء بالجمهور والعاملين في النادي وأكاديميته.
فمدرب يقود دفة فريق بقامة وقيمة مانشستر لمدة 23 سنة متواصلة فهذا يعني أنه رجل استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولن يعرف ماذا يعني لناديه إلا من زار هذا النادي وشاهد بأم عينه كيف أن المدير الفني هناك هو الآمر الناهي في كل كبيرة وصغيرة وشاردة وواردة في أمور فريقه.. وهو من يبيع ويشتري اللاعبين ومن يقرر من يلعب في المباراة ومن يجلس على الدكة ومن يحمل شارة الكابتنية وحتى من يصرح لوسائل الإعلام.
هذا الرجل يجبرك على محبته حتى ولو كنت من كارهي مانشستر يونايتد وبالفعل قلت له إنني من مشجعي تشيلسي فثمن صراحتي ووصف البلوز بالفريق الكبير.
عندما سألته إن كان يتابع الكرة العربية خاصة بعد مباراة فريقه في وداعية سامي الجابر وبعد زياراته المتكررة لدبي لم يكن الرجل لا مجاملاً ولا محابياً لأنه لمس محبة السعوديين لفريقه وشاهد كيف لعب أمام توليفة من السعوديين يمتازون بالقتالية والذكاء (هكذا وصفهم) حتى ولو كانت المباراة (استعراضية)... هذه القتالية التي يتميز بها كل لاعبي مانشستر حتى في التمارين كما وصفها أحد نجوم الفريق البلغاري بيرباتوف في حديثه.. لهذا أكد السير أليكس على وجود لاعبين مميزين في السعودية على رأسهم ياسر القحطاني وهي شهادة (لا خلفيات لها ولا يريد من ورائها لا كسباً مادياً ولا تعاطفاً مع ناديه وهو لا يغازل أحد لاعبيها بل يقدم وصفة مجانية للتفوق.. هذه الوصفة التي ستكون موضوع مقالتي المقبلة.