|


مصطفى الآغا
المغامرون.. ما بعد الجوهر
2009-02-16
بلا نقاش يستحق المدرب الوطني ناصر الجوهر كل التحية على ما فعله للمنتخب السعودي طيلة سنوات مضت فهو لبى نداء الواجب في كل مرة ونتذكر أنه جاء بديلاً للتشيكي ماتشالا في نهائيات أمم آسيا بلبنان 2000 وكان الأخضر خاسرا لمباراته الأولى أمام اليابان بالأربعة ثم وصل للنهائي أمام اليابان نفسها وخسر بصعوبة.. ولو كنت مكان الجوهر لفكرت أكثر من مئة مرة قبل أن أقبل من جديد مهمة تدريب المنتخب الوطني (وأعتقد جازماً أنه قد يخالفني الرأي) فالرجل بشر من لحم ودم وسواء استقال أم طُلب منه الاستقالة فلا فرق لأنه في النهاية خارج الدائرة الآن وهو ما يحقق كما يبدو لي مطلباً إعلامياً وشعبياً قد لا يكون بالإجماع لأننا عندما استفتينا عينة من الشارع الكروي السعودي، وأخرى من الشارع الإعلامي والتقني والتدريبي كان هناك انقسام حول ضرورة رحيل الجوهر أو بقائه مع المنتخب وأنا شخصيا لست مع تغيير المدربين خلال البطولات أو المسابقات الكبيرة وهو رأي لم أحد عنه أو أغيره حتى ولو كان المدرب المنقذ سيوصل المنتخب للقب الذي جاء لإنقاذه أو حتى لإكمال المسيرة بنجاح لأن مجرد قناعة المدرب أنه يمكن أن يرحل بسبب نتيجة واحدة غير مرضية يجعله يعمل وهو قلق فلا يعطي أفضل ما عنده وإن كان الضغط مطلوباً لا بل مهما لدى المدربين لأنهم يعرفون منذ البداية أن النتائج وحدها هي التي تقرر بقاءهم أو رحيلهم وهذا الكلام ليس (ماركة عربية أو سعودية أبدا) بل هو سمة كرة القدم في العالم أجمع إذ سبق وشاهدنا كيف رحل سكولاري عن تشيلسي وهو الذي حمل كأس العالم مع بلاده البرازيل وكيف رحل رانييري قبله عن نفس الفريق وبعدهم مورينيو إلا أن الاستقرار مطلوب حتى ولو على حساب بعض النتائج التي لا نرضى عنها ولا أظن أن كل نتائج السير آليكس فيرجسون مع مانشستر يونايتد مرضية منذ استلامه المهمة عام 1986 .... ونفس الكلام ينطبق على البرتغالي مانويل جوزيه الذي مازال صامدا في الأهلي رغم عثرات بطولة إفريقيا أمام النجم وكأس العالم الأخيرة للأندية.
ولكن ما حدث قد حدث وبات المنتخب يحتاج لمدرب يعرف كيف يقتنص أمام إيران وكوريا الجنوبية والشمالية والإمارات ومجموعها 12 نصفها خارج الأرض السعودية والمدة المتبقية حوالي 40 يوما ومن سيقبل المهمة سيكون حتما مغامرا من الطراز الرفيع فإن نجح سيكون المنقذ وسيكمل المشوار في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا.