من عجائب الرياضة لدينا أن الأسلحة الفتاكة توجه لك عندما تضرب خصومك أو منافسيك بنتائج ساحقة، بدلا من أن تنال حقك من المديح والإطراء، كما أن الأغرب من هذا كله أنك لا تجد هذه الحروب تشن إلا ضد الهلال ولست أدري إن كان السبب يعود لكونه الفريق الوحيد القادر بقوة على تسجيل نتائج قياسية وكبيرة أم أن هناك أسباباً أخرى؟
الهلال مزق شباك النهضة بسداسية مثلما فعل قبل هذا مع الاتحاد والاتفاق والفيصلي والشباب والنصر، إلا أنه لم يظهر أحد ويقول إنه "فيلم هندي" إلا عندما كسب النهضة وكأنها أول مرة يضرب الزعيم بالخماسيات والسداسيات.
الرد الهلالي جاء قاسياً ـ كالعادة ـ عندما سحق ثالث أندية العالم في مونديال الأندية 2011 العالمي السد القطري أمس الأول بخماسية نظيفة مع الرأفة .. ولم يقل القطريون إنه "فيلم هندي" بل شنوا هجوماً عنيفاً على ممثلهم في فى دورى أبطال آسيا، وانتقدوا أداءه بالبطولة التى حقق لقبها عامي 1989 و2011؛ مؤكدين أن الهلال ظهر في أفضل حالاته واستحق الفوز الكبير بالخمسة.
نقطة
كما هو مخطط له، نجح الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر بالحصول على دوري جميل بعد غياب قرابة عشرين عاما واستطاع ضم الدوري إلى "خويه" كأس ولي العهد وهو الذي كان بمقدوره أن يحتفل ثلاث مرات هذا الموسم لو تمكن من تجاوز عقبة الشباب في كأس خادم الحرمين الشريفين.
النصر نجح بالاستفادة من جدولة الدوري التي وضعته في البداية أمام فرق سهلة واستغل ذلك أمثل استغلال، مسجلا عشرين فوزا وثلاثة تعادلات وخسارة وحيدة أمام الهلال برباعية.. النصر وبغض النظر عن التحكيم استحق أفراحه هذا الموسم.
قبل الأخير
من المحبط أن تظل لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم كل هذه الرؤية الضبابية حول استمرارية مدرب الأخضر الأول لكرة القدم لوبير (أسباني) من عدمها، رغم أنه لم يتبق سوى ثمانية أشهر على البطولة الأكبر في القارة الآسيوية وحوالي الأربعة أشهر على (خليجي 22) في الرياض .. أين اتحاد الكرة من العمل الممنهج الذي يقوم به مثلا الاتحاد الهولندي لكرة القدم الذي أعلن الجمعة الماضي عن تعيين جوس هيدينك مدرباً لمنتخب بلاده بعد نهائيات كأس العالم 2014، خلفاً للويس فان جال، على أن يسلم هيدينك الراية بعد كأس أوروبا 2016 في فرنسا، إلى داني بليند حتى مونديال 2018 في روسيا.
الأخير
يقول الكاتب والشاعر والسياسي الإنجليزي جوناثان سويفت:"البصيرة فن رؤية، ما لا يستطيع الآخرون رؤيته".