كان من الممكن أن يسجل الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر نتيجة تاريخية في المرمى الهلالي خلال ديربي الكرة السعودية الذي جمعهما على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض الإثنين الماضي وانتهى أصفر بهدفي محمد السهلاوي، وناصر الشمراني الذي هز المرمى النصراوي برأسية صعبة؛ عطفاً على حالة الضياع الكبيرة التي كان عليها دفاع الزعيم من غير (قصور) في حارسه السديري.
وكان من الممكن أن تكون نتيجة حالة الضياع الزرقاء تاريخية في المرمى الهلالي وموجهة لعشاقه الكثر؛ لو كان الفريق المقابل غير النصر الذي بدا واضحاً عليه الرعب من الشبح الهلالي والخوف من كل ما هو أزرق ولم يستطع استغلال المستوى الدفاعي السيئ لجاره؛ حتى أن انتصار العالمي جاء بشق الأنفس بواسطة جزائية بالوقت القاتل كان يمكن تفاديها لو أن الحراسة الهلالية يقف فيها شخص آخر غير السديري.
إذاً الحارس والدفاع يضعان الزعيم في مركز الوصافة ويحرجان مدربه الأسطورة سامي الجابر الذي استطاع بحنكته وموهبته ودهائه أن يعيد الهلال إلى الطريق الصحيح خاصة مع انطلاقة شوط المدربين (الشوط الثاني) ونجح بتمكن المهاجم المتميز ناصر الشمراني من إحراز هدف التعادل؛ وهو الذي كان على ثقة كبيرة بمقدرة فريقه على الفوز بإشارته لمراعاة الوقت واللعب بسرعة من أجل حصد النقاط الثلاث ـ المعتاد خطفها أمام فارس نجد ـ قبل أن ينتهي الوقت.
وهذه الثقة والرغبة بالفوز؛ نتاج ثقافة كروية خاصة لا تكتسب سوى بالتعايش مع أجوائها فقط وزعمي أن نادي الهلال موطن لذلك.
أقول إن الأسطورة سامي الجابر نجح في شوط المدربين قبل أن يسقط الزعيم بأخطاء مدافعيه وحارسه وهي المشكلة الكبيرة التي أصبحت تعاني منها الكرة السعودية عموماً وليس نادي الهلال فقط؛ إذ لا يوجد في الوقت الراهن مدافعين (ينشد فيهم الظهر)؛ لذا تبدو هذه الإشكالية بارزة عندما يلعب المنتخب السعودي وتفتح الشوارع في خط دفاعه بعد أن ظلت تتفاقم مع الوقت منذ اعتزال العملاقين أحمد جميل ومحمد الخليوي.
قبل الأخير:
أعتقد أن مواجهة الغد بين النصر والاتحاد ضمن الجولة الحادية عشرة من دوري جميل ستكون مفصلية في مسيرة المتصدر النصر.. إما المواصلة أو السقوط الموجع.
الأخير:
يقول روبت تشولر:"ليست الأهداف ضرورية لتحفيزنا فحسب، بل هي أساسية فعلاً لبقائنا على قيد الحياة".