|


مقبل الزبني
الأخضر مثل الهلال والنصر
2013-11-21

شخّص رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد واقع الأخضر الكبير وهو يصف أنفسهم بالمحظوظين لعودتهم من الصين بنقطة ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات الأمم القارية في أستراليا 2015.. وهنا رسم عيد الكثير من علامات الاستفهام حول الاحتفاء بهذه النتيجة السلبية المقرون بمستوى متواضع أمام منتخب لم يكن مرعباً بقدر الخوف الذي سيطر على مدرب الأخضر لوبيز وهو يمنح الصينيين ـ ولا يهون الدفاع السعودي ـ كافة فرص الفوز إلا أن رعونة التنين والحظ الأخضر أنقذاه من هزيمة هامشية بعد أن ضمن بلوغ أستراليا قبل أن يطأ الأراضي الصينية. وأعتقد أنه منذ عقد مضى وإلى هذه اللحظة ليس بوسع السعوديين أن يدخلوا مباراة وهم واثقون من قدرة منتخبهم على حسم النتيجة لصالحه؛ بل إن أكثر المتفائلين يرى أن الأخضر متى ما خرج بأقل الخسائر فإن ذلك بمثابة الفوز الرائع ولكم بفرحة رئيس اتحاد الكرة بالتعادل أمام الصين مثال حي على ذلك. لست متشائماً، ولا أنتمي لحزب المثبطين، ولا أحب المحبطين، ولكنني آمل أن يتم تدارك الأمور وصناعة منتخب قوي هدفه الأول استعادة الزعامة الآسيوية وليس الاحتفال ببلوغ النهائيات القارية التي يقول المنطق إن منتخباً مثل الأخضر يفترض أن يتواجد فيها تلقائياً؛ ليس بالترشيح بل لأنه وفي أسوأ الحالات صاحب المرتبة الثالثة في البطولة الماضية. كما أنني لا أتفق كثيراً مع ما ذكره لوبيز للاعبيه وهو يودعهم أمس بالمطار بعد عودتهم من الصين قائلاً لهم بما معناه "إن نتائجكم القوية بالتصفيات الآسيوية هي انعكاس لقوة الدوري"؛ لأنها لو كانت الأمور بهذه الصورة لانتصر المنتخب الصيني على الأخضر الثلاثاء الماضي على اعتبار أن لديه دوري قوي توج بطله بدوري أبطال آسيا قبل نحو أسبوعين فقط، وأيضاً لاحتكرت إنجلترا بطولات كأس العالم لأن لديها أقوى دوري على وجه الكرة الأرضية.. أقول قوة الدوري لا يمكن إغفالها ولكنها لا تصنع وحدها منتخباً قوياً .. مثلما لا يمكن أن تصنع من المدرب الجبان بطلاً. قبل الأخير ما قدمه المنتخب السعودي في التصفيات القارية يمكن أن يوصف بأنه فورة حماس مثل تلك التي تحدث الفارق وتلغي المعايير الفنية في ديربيات الهلال والنصر. الأخير يقول أرسطو:"من يهزم رغباته أشجع ممن يهزم أعداءه لأن أصعب انتصار هو الانتصار على الذات".