من الواضح جداً أن أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر ملّ وسئم، بل وكره كلمة (أسطورة) من كثر ما أصبحت تطلق على كل من هب ودب، فـ(سامي) الذي قال قبل نحو عشرة أعوام في حوار متلفز من بيروت " لو كنت في بلد غير السعودية لـ"نصبوا لي المجسمات" في كناية أو إشارة واضحة أنه أسطورة الكرة السعودية وهو بالفعل كذلك، أصبح يرفض هذا الوصف لأنه (سمج) وفقد قيمته حتى أن سامي بات يعتبر أساطير الكرة السعودية قصة من قصص الخيال وهو انتقاص منه لهذا الوصف. وطالما أن سامي يرفض أن يطلق على نفسه أسطورة الكرة السعودية، فمن الطبيعي أنه ليس أسطورة الهلال وإن حاول البعض إلصاق هذه الصفة به ليس من باب الإنصاف بقدر ما هو تقليل من مكانته الكروية وتاريخه الفذ الذي ارتبطت فيه أغلب الإنجازات الكروية السعودية منذ أن كان لاعباً احتياطياً في صفوف المنتخب السعودي للناشئين المتوج في كأس العالم بأسكتلندا عام 1989 مروراً في نهائيات الأمم الآسيوية وحصده مع الأخضر الكأس القارية في الإمارات 1996 وقبلها الوصافة أمام المستضيف الياباني في 1992 وبعدها الوصافة أمام اليابان أيضاً في لبنان 2000. وإلى جانب إسهاماته الفاعلة في بلوغ المنتخب السعودي أعظم أمجاده العالمية بوصوله للدور الثاني من مونديال أمريكا 1994 ونهائيات كأس العالم في فرنسا 1998 ومن ثم مونديال 2002 في كوريا واليابان وحتى آخر ظهور للمنتخب السعودي في العرس العالمي بألمانيا 2006 ليعتزل سامي الجابر ويغيب الأخضر السعودي عن الحضور في التظاهرة الكروية الأكبر والأهم على وجه الأرض، كما أن كأس الخليج أبت من بعده مثلما استعصت من قبله على العودة للخزينة الخضراء منذ اعتزال سامي. بعد هذا كله أعتقد أن سامي الجابر أخطأ كثيراً وهو يحاول المجاملة على حساب تاريخه الفريد الذي صنعه بنفسه ولم يستطع أي لاعب سعودي أن يجاريه .. فالمجد مجده وهو من منح المنجزات العظيمة قيمتها وهيبتها، لذا فمن المنطقي أن يكون سامي الجابر أسطورة الكرة السعودية ليس تقديراً له بل تكريماً للوصف نفسه. قبل الأخير: الهلال ليس عنده مشكلة مع الفرق التي تلعب بطريقة مفتوحة لامتلاكه الأسلحة الفتاكة في خط المقدمة، إلا أن معضلة الأزرق في الفرق التي تعتمد على النهج الدفاعي مثل الرائد والتعاون في ذات الحين الذي تعتمد فيه على الهجمات المرتدة الناجحة أمام دفاعات الهلال المضروبة.. لا تتأخر المعالجات يا كوتش. الأخير: يقول أرسطو :" ليست الشجاعة أن تقول ما تعتقد، إنما الشجاعة أن تعتقد كل ما تقول".