لا أعلم لماذا يحشر النصراويون أنفسهم في زاوية ضيقة ويقتلون أحلامهم بقصرها على مشاركة الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال صدارة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين. يجب على النصراويين التخلص من عقدة المنافس والانطلاق نحو آفاق جديدة وراقية من الأحلام والواقع على حد سواء، إذ إنه من غير المنطقي أن ينتظروا أكثر من عشر سنوات بعيداً عن البطولات أو حتى ركب الكبار ليعودوا بعدها ويكون منتهى أحلامهم وطموحاتهم البحث عن صدارة مؤقتة للدوري أو الاحتفال بأجمل انطلاقة لهم في المنافسات الكروية السعودية وغيرها منذ سنوات. وأجد تفكير كهذا يتنافى مع تاريخ (فارس نجد) البعيد الذي يتغنى به عشاقه، وغير المنسجم مع (الرجة) و(الطهبلة) الصفراء بصدارتهم المؤقتة للدوري لمدة 48 ساعة قبل أن يعيد الزعيم الأمور إلى نصابها وهو يتجاوز كل الأخطاء التحكيمية ويعود بالتعادل من أمام الأهلي بعد أن فرط بفوز كبير تحديدا بالشوط الأول من مواجهة الشرائع. عموماً الأفراح الصفراء قد يجد لها البعض تبريرات عدة تندرج تحت بند الحرمان وألم السنين العجاف وأيضاً (لايعرف قيمة السعادة إلا من عايش الحزن). على النصراويين مد يد العون لإدارة الأمير فيصل بن تركي ودعمها بكل قوة إن أرادوا الاستمرارية في الأفراح "اللي على قدهم" والتي لا تتجاوز طموح الصدارة المؤقتة؛ أما إذا أرادوا توسيع دائرة أحلامهم وتطلعاتهم فإنني أظن عليهم أولاً وأخيراً الدعاء بأن يتم استدعاء أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر لقيادة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم حتى يمكن حينها أن يرتبك الهلال الفريق الأقوى والأجدر بالصدارة وحصد لقب الدوري؛ ليمكن لهم ولغيرهم من الفرق الأخرى استغلال افتقاد الأزرق لمدربه العبقري سامي والدخول كمنافسين حقيقيين لنادي القرن على البطولات وليس الصدارة المؤقتة. قبل الأخير يمكن أن يتفهم المطلعون عن قرب قرار رحيل مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشباب برودوم عن رأس الهرم التدريبي في الليث على اعتبار أن أمر مغادرته ليس "فنياً" بالدرجة الأولى، إلا أن المبررات التي ساقتها إدارة النهضة وجارتها الاتفاقية حول قراري إقالة بلاتشي وبوكير ـ على التوالي ـ لا أجدها مقنعة لأي شخص "فاهم كورة"؛ حيث إنه من غير المنطقي أن تقيل مدرباً بعد أربع أو خمس جولات من الدوري بداعي إفلاسه فنياً خاصة إذا كان يمتلك سجلا مهنياً جيدا على غرار بلاتشي وبوكير.. إجمالا، من المؤكد أن الإدارتين النهضاوية والاتفاقية ارتكبتا خطأ واضحاً إما في أمر التعاقد مع بلاتشي وبوكير كونهما غير ملائمين من الأساس لفريقيهما أو بقرار الاستغناء عنهما قبل منحهما الفرصة الكاملة التي يمكن من خلالها الحكم على إيجابية أو سلبية عطائهما.. لذا أقول :"العاطفة تغيب المنطق في كثير من الأحيان". الأخير البارحة طالت علي المشاوير وانته بعيد وخنجرك شق صدري