|


ناقــد
الرؤساء حولوا الأندية إلى شرائح (مسبقة الدفع)
2012-01-22
ليت الفيلسوف اليوناني الكلاسيكي سقراط كان حياً يرزق حتى يومنا هذا.. نسوق هذه الأماني ليس من أجل أن ننهل من تجاربه وأفكاره وإنما فقط حتى نستأذنه في تغيير عباراته الشهيرة التي قال فيها (تكلم حتى أراك)..
فتكون بعد التعديل وبعد ما يمارسه رؤساء الأندية السعودية (اسكت حتى أراك).. أما علاقة سقراط وفلسفته بمن يقودون الأندية فالمسألة واضحة وأوضح من ضربات جزاء يطالب بها هؤلاء الرؤساء دائما لفرقهم ولاعبيهم لكنها تحتاج فقط لبعض التوضيح ليس إلا.
فمثلا لو عدنا أياما قليلة للوراء وبالتحديد إلى لقاء الخميس الماضي الذي جمع أشهر أندية العالم ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين.. فإننا بالتأكيد سنتعب كثيراً قبل أن نطالع أو نقرأ أو نسمع كلاماً لرئيسي هذين الناديين سواء قبل أو بعد المباراة.. ومايقال عن برشلونة وريال مدريد يقاس بنفس المقياس عن مانشستر يونايتد الانجليزي وإنتر ميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني، ولن نبالغ إذا قلنا إن كثيراً من الجماهير الرياضية السعودية ربما تجهل أو لاتعرف أسماء رؤساء هذه الأندية العريقة مع أهميتها ومكانتها في المعترك الرياضي الدولي، فلايمكن لرئيس مانشستر الذي لو استعنت بمحرك البحث على الشبكة العنكبوتية جوجل وكتبت رئيس مانشستر يونايتد فإنك لن تحصل له إلا على صور لاتتعدى أصابع اليد الواحدة.. هذا الرئيس لايمكنه أن يخرج قبل مباراتهم أمام الأرسنال متحدياً ومتوعداً بإلحاق الهزيمة بخصمهم اللدود، ويستحيل أن نرى رئيس جوفنتوس يظهر غضباناً أسفاً على ركلة جزاء لم يحتسبها الحكم خلال أحداث لقائهم أمام نابولي.. ولانظن أن نشاهد رئيس ليفربول ينتقد عمل الصحافة وطرق تعاطيها مع صفقة أتمها ناديه.. لولا أن هذ (اللا ممكن والمستحيل والبعيد عن الظنون).. هو في واقع الأمر وعلى أرض الحقيقة إنما هي ممارسات اعتيادية وعادية وطبيعية ويومية لرؤساء الأندية السعودية ومنذ سنوات طويلة، لكن الحالة استفحلت خلال المواسم الأخيرة خاصة في ظل تنامي وتزايد الفضائيات ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك فتجد أي رئيس ناد قبل مباراة لفريقه مهما كانت أهميتها يسجل حضوره بقوة قبل اللقاء وكأنه لديه دراية في التحليل سيتحقق عليها لقب (خبير)، وبعد مايطلق الحكم صافرته لاغرابة أن يتحدث عن الأهداف في برنامج مباشر، وبعد نصف ساعة يختار محطة أخرى يجعلها منصة للهجوم على الحكام، وفي قناة ثالثة يكمل ماكان يريده أو يرد على بعض من فهم كلامه بطريقة خاطئة عقب المباراة مباشرة، أما الأصناف والأدوات التي يحق له الغوص في تفاصيلها فحدث ولاحرج.. رؤساء الأندية السعودية (يفهمون) في كل شيء يتعلق بالرياضة.. فينتقدون الحكام بكل جرأة وشجاعة ولايسلم منهم حتى المدربين الذين دفعوا لهم آلاف الدولارات.. والصحافة يطولها من الحب جانب، فالمفروض أن هذا الخبر كتب بتلك الطريقة وذلك المقال قصد كاتبه الإساءة والمصور لم يجلس في الزاوية المناسبة..
وعلاوة على أنهم.. (أي الرؤساء) في كل واد يهيمون ويخوضون في أي شيء فإنهم (زودوها حبتين) على قول فنان العرب حتى صاروا ظاهرة فريدة لاشبيه لها على الإطلاق وعلى مستوى العالم... وربما هناك من قائل يقول إنهم يدفعون الملايين ومن حقهم على أقل تقدير الكلام والبحث عن مصادر الشهرة والضوء، فإننا نرد على هذا القائل بقولنا (نحن لانقول لهم اصتموا إلى الأبد مثل رؤساء برشلونة وبايرن ميونيخ، ولكن نقول فقط لاتتدخلوا في تخصصات الآخرين، خاصة أنكم يارؤساء الأندية السعودية تتحدثون كثيراً وطويلاً عن التخصص والاحترافية، ثم إن دفعهم للملايين ليس من المنطق أن يقابله الكلام الكثير، فهذه معادلة لاتستقيم، فالأندية ليست شرائح مسبقة الدفع). الخلاصة البسيطة من كل هذا الكلام الممل نقول فقط إنك إذا سمعت من يسبق اسمه رئيس ناد يتكلم في التلفزيون والصحف والإنترنت فلتكن على يقين تام بأنه مع كل الأسف رئيس ناد سعودي.