|


ناقــد
لماذا يعيرونهم بجيل 84 م التعيس ..؟
2011-11-16
فرط لاعبو المنتخب السعودي في استثمار فرصة التأهل للتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال 2014، ولم يعد أمامهم سوى مباراة أستراليا في أستراليا، إما إحراز الفوز دون حاجة إلى حسابات أو حتى التأهل بالحسابات تعادل تايلند وعمان أو هزيمة عمان وغير ذلك، وهو أمر وارد في عالم كرة القدم ومن صميم المنافسات.
المنتخبات التي تتأهل إلى مرحلة عادة يكون ذلك من خلال جمعها عدداً من النقاط أو النسبة الأفضل من الأهداف، وليس مهماً إن جاء ذلك عن طريق ما حققته مباشرة أو من خلال الناتج العام لمباريات الفرق المنافسة، ولن يسأله أحد عندما يلعب مباريات المرحلة التالية كيف تأهلت أو عن طريق من؟.. وقد تلعب معه الظروف ويصل إلى مراحل متقدمة. ولنأخذ مثلاً فريق السد القطري فقد صعد من مرحلة إلى أخرى بأكثر من طريقة من المكاتب والملاعب حتى ضربات الترجيح لم يسأله أحد، ولا يحق لأحد أن يسأله من باب التشكيك في أحقيته بلقب بطل أبطال آسيا للأندية، لأن شروط المنافسة هي تجاوز المراحل حتى بلوغ الهدف تماماً كما هي طبيعة لعبة كرة القدم.
والمعنى من ذلك أن على المنتخب السعودي من خلال القائمين عليه وممثليه عدم الالتفات لأيّ شيء سوى التخطيط والعمل على تجاوز هذه المرحلة عدا ذلك، فهو كلام في الهواء لا وزن ولا قيمة له مهما كانت هوية صاحبه، ولأن هناك أشهراً عدة تفصلنا عن مباراة أستراليا فإنه من الأجدى ترك ساحة الكلام لأهل الكلام دون التداخل معهم أو الرد عليهم حتى يفرغوا ما في جعبتهم خاصة وأن اللاعبين سوف يدخلون إلى حمى أنديتهم، كل سيجد من يدافع عنه حباً في ناديه وحرصاً على تهيئته للمنافسات المحلية، وبالتالي خطورة ما يطرح سيتلاشى ولن يعد له قيمة، ولكن دون إهمال التخطيط والتحفيز الجاد لمباراة أستراليا.
اللافت في بعض من يحاول التأكيد على سوء ما قدمه لاعبو المنتخب هو معايرتهم بلاعبي ما يسمونهم الجيل الذهبي عام 84 مع أن ذلك الجيل كان الأسوء في تاريخ الكرة السعودية من حيث تحقيق الإنجازات التي كان يتم إعداده لها وهي الوصول إلى كأس العالم والفوز بكأس دورة الخليج.. ذلك الجيل ذاقت الكرة السعودية على يديه أسوء النتائج، وخرج من تصفيات كأس العالم التمهيدية وليس النهائية أكثر من مرة ولم يستطع برغم كل الهالة التاريخية التي يحاط بها إحراز كأس دورة الخليج، وطرد بسببهم عشرات المدربين، وتعرض لاعبوه للعقوبات بكل أشكالها.
إن الكرة السعودية بدونهم صعدت إلى كأس العالم أربع مرات، وحققت كأس الخليج العصية وحتى كأس آسيا الرضية.
إن أكثر من يحاول استبقاءهم عنوة في الذاكرة هم مجايلوهم من الجماهير والإعلاميين الذين يرون فيهم شبابهم وهوسهم بالكرة؛ إن الأمر لا يعدو ذلك.. إنهم ينتصرون لجيلهم ويتشبثون بالبقاء معه.
وإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك، فعلى جيل مراحل الذهبية من 94 حتى 2006 أن يفخروا بنجومهم وما أنجزته الكرة السعودية خلال هذه الحقبة، وألا يهملوا دعم نجوم المرحلة الحالية الذين يراد لهم أن يدفعوا ثمن صراع أجيال النقد والجماهير والإدارات المختلفة.. يكفي أن الكرة السعودية منذ 93 وحتى يومنا هذا لم تخرج من التصفيات التمهيدية لكأس العالم، بعد أن كانت في الثمانينيات وما قبلها لا تحلم أن تلعب أكثر من مباراتي ذهاب وإياب، لينتهي بها المطاف خارج الخدمة.