|


ناقــد
الأمير نواف .. ربما كان يقصد الإعلام الآخر
2011-10-21
حين رأى الأمير نواف بن فيصل أن الإعلام الرياضي سبب مباشر وربما وحيد في عدم نقل الصورة الكاملة عن دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب فيما يتعلق بالأنشطة الثقافية والمسؤولية الاجتماعية وأنشطة أخرى غير رياضية كان مخطئاً إذ أن هذه الجوانب ليست من اختصاص الإعلام الرياضي.
إن على الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تبحث عن أخبار أنشطتها في أكثر من باب من أبواب أي صحيفة شاملة ، عليها أن تسأل الملاحق الثقافية والفنية والصفحات المهتمة بالأخبار والتقارير والتحقيقات المحلية والصفحات الدينية لماذا لا يغطون أنشطة الرعاية ويدعمونها في عملها الوطني المهم والمرتبط بهذه الجوانب المتعددة.
كيف للصفحات الرياضية في الصحف ناهيك عن الصحف الرياضية المتخصصة أو حتى الفضائيات الرياضية أن تكون مسؤولة عن ندوة علمية أو مسابقة تحفيظ للقرآن أو بنشاط ثقافي بمبرر أن من أقامتها جهة من ضمن اهتماماتها الشأن الرياضي، أين القنوات الفضائية الثقافية والاقتصادية والدينية والشبابية والأبــواب الصحفيـــة المتخصصة في تغطية مثل هذه الأنشطة عن إعطاء هذه الفعاليات حقها من النشر والتغطية من أجل الدعم والتشجيع وقبل ذلك أداء عملها الذي تقوم بمثله مع جهات أخرى ومرافق وهيئات حكومية وخاصة.
إذن عندما طالب الأمير نواف أن يكون للإعلام الرياضي دور في ذلك ربما كان يقصد الإعلام الآخر الذي ربما لا يعرف القيام بدوره حيث تعود أن يتابع أنشطة الوزارات عبر إدارات العلاقات العامة وأن يستقي أهم ما ينشره من وكالة الأنباء الرسمية هذا هو الإعلام البليد الذي عرفناه ولا زال.
وبغض النظر عما قيل ويقال عن الإعلام الرياضي وهنا نتحدث عن الإعلام الرياضي في أساسه وليس بمن يمثلونه حالياً لأن في ذلك رأي آخر فالكل يعلم مكانته وأهميته وقدرته على التأثير ونجاحه في أداء دوره المهني الذي لم يصل إليه الإعلام الآخر بعد، ولا نظن والشواهد كثيرة.
وإذا ما كان أكثر ما يؤخذ على الإعلام الرياضي عدم الحياد أي الانحياز وعدم المصداقية (الفبركات) أو عدم الدقة فأين الحياد وعدم الانحياز من أي إعلام وفي كل شأن أينه؟! من رعاة ما يسمى بالربيع العربي من خلال تغطياتهم المنحازة ونفاقهم للجماهير على حساب الحقائق، وأينهم من كبريات الصحف في العالم المحسوبة على دول و أيدلوجيات وأحزاب وجماعات.
نعم الإعلام الرياضي يرتكب أخطاء وأخطاء شنيعة أحياناً لكنه ليس وحيداً وعلى عقلائه والقائمين عليه أولاً تشذيبه من أسماء ووجوه حسبت عليه زوراً وبهتاناً مع التحري والدقة فيما ينشر، تماماً مثل ما يجب على الفضائيات الرياضية اختيار موضوعاتها بعناية وضيوفها باهتمام وهكذا عدا ذلك فإنه لا يجب تعليق أخطاء الغير أو عجزهم على شماعة الإعلام الرياضي ويجب على من يمثلونه ألا يعطوا الفرصة لأن يحدث مثل ذلك.