|


ناقــد
(فوانيس) .. عينك ما تشوف إلا النور
2011-08-12
الصفات والألقاب التي يخلعها الزميل عادل عصام الدين على من يستضيفهم في السهرة الرمضانية (فوانيس) تصيبني بالدوار، فهذا الكبير وذاك الخبير وهذا الشهير وآخر المرموق وهناك الخلوق والمؤدب والحبيب مع أن كل ضيوفه هم من الوسط الإعلامي والرياضي الذين ملتهم الناس على مدار سنين طويلة من الظهور بداع وبدون داع، وكان ذلك يمكن أن يكون كافياً دون محاولة تسويقهم على هذا الشكل الذي بكل صراحة لا ينطبق في مرات كثيرة على غالبيتهم هذا أولاً، أما ما يمكن أن يقال عن (فوانيس) ثانياً فهو برنامج يفترض أن يكون الأنجح على خارطة برامج القناة بالذات وأن الفرصة متاحة له (وبزيادة) فهو عدم الالتزام بمحاور وعناوين الحلقات، فأكثر ما على المقدم هو أن يقول لدينا اليوم المحور الفلاني وبعدها (عينك ما تشوف إلا النور)، كل ضيف يأخذ الحوار حيث يريد ويتحدث في أي موضوع يشاء وحتى يسأل بدلاً عن المذيع ويقاطع ويأمر وينهي وبالكاد يمتثل للزميل المقدم بعد جهد جهيد.
هذه الـ أولاً، والـ الثانياً ليست فقط هي ما يعاب على البرنامج، بل إن هناك أموراً فنية تتعلق بالاتصالات الهاتفية وبالديكور الرديء والحرص الغريب على أخذ لقطات واسعة له والانتقال إلى الفواصل كلها تضاف على ما يعانيه (فوانيس) بالذات هذا العام الذي كان يمكن له أن يكون أفضل من سابقيه إلا أن العيوب لم تتلاش، بل زادت وهو ما كان يجب ألا يحدث لولا أن المسؤولين عن البرنامج ظلوا على مجاملاتهم لنوعية الضيوف الثابتين والمتحركين خاصة إذا ما كانوا على وزن مدني رحيمي الذي أضاع مشيته كمحلل (يعني) يمكن أن يخرج منه المشاهد بشيء ومشية (الهريج) بعد انضمامه لكوكبة مجلس قناة الكأس.. كيف يمكن أن أضمن ظهور برنامج (نوعي) وفي فترة استثنائية بضيوف بعضهم (رجيع) فضائيات والبعض لاستغلال فراغه من ارتباطات مع قنوات معينة ولم يكن من الممكن البحث عن تصور جديد يمكن به برنامج (فوانيس) الخروج من الدائرة التي تم وضعها لأسباب خنق بها نفسه إلى آفاق أرحب من حيث الظهور العام للبرنامج وللشخصيات التي يتم استضافتها والبحث عن أفكار خلاقة لطرح البرنامج بصيغة أكثر مواكبة لتطور القناة وتجاوز الزمن لنوعية مثل هذه البرامج وما يظهر عليه أولئك الضيوف بدلاً من إدارته بمعايير توفيقية وهي غير الموجودة في الصناعة التلفزيونية الجاذبة.