|


ناقــد
ما علاقة الرئيس الأمريكي بالهريفي؟
2011-07-09
بالتأكيد أن الرئيس الأمريكي السادس عشر إبراهام لنكون كان يقصد الكثيرين بعبارته التاريخية (تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت وتستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت)، وبالتأكيد هؤلاء الكثيرين الذين يقصدهم لنكون بينهم ساسة واقتصاديون وأهل فن وأيضاً أهل رياضة وأيضاً عامة الناس وعوامهم!!
وليس هناك قضية رياضية أعادتنا إلى لنكون وأقواله مثل مهرجان اعتزال القائد النصراوي الدولي السابق فهد الهريفي، فالبداية كانت واضحة وأيضاً صادقة ودافعها لم يكن سوى كسب التحدي أمام إدارة ناديه التي ربما صنفت الهريفي من جملة أصوات ارتفعت في هذا التوقيت بالذات من أجل وضع عراقيل الفشل أمام مشروع النجاح الذي يخطط أصحاب القرار في البيت الأصفر إلى تنفيذه على أرض الواقع!!
وهذا لا يهم وليس مربط الفرس ولا بيت القصيد، فالهريفي بكل براءة وربما وبنوايا حسنة كذلك استنجد بجماهيريته التي يعول عليها الكثير وارتمى في أحضانهــــا وأعطاهــا (الخيـــط والمخيــط) وأوكل لها مهمة إقامة الحفل المنتظر مستغنياً تمامـاً عن الإجراءات الرسمية المتبعة في هذا الإطار.. وبالفعل مشت الرياح بما تشتهي سفن وبواخر الهريفي واستقبل الحساب الخاص المفتوح في أحد البنوك وفي أقل من (48) ساعة مبلغاً وصف بالباهظ، ناهز كما تقول الروايات المليون ريال، وبدأ الهريفي يستقرئ في الأفق أنه أتى بما لم يأت به الأوائل وانتصر لنفسه في حرب باردة ويستشعر من بعيد أن الفريق الكاتالوني المجيش بأغلى نجوم العالم وعلى رأسهم الداهية الأرجنتيني ميسي والثنائي الأسباني العازفان أنيستا وتشافي بات قريباً وعلى مرمى حجر من ترتيب الأمور وانتزاع موافقته ليصل للرياض في موعد يتحدد لاحقاً لمشاركته يـــوم طال انتظاره.. لكن الرياح هبت بالاتجاه الآخر، ولم تمكن الهريفي حتى ولو (اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها).. فخرج اللاعب وقال لجماهيره إنه لا يريد إرهاق ميزانيتهم لأن من بينهم طلاباً وعاطلين لا يستطيعون المساهمة وليس لهم على الدعم والدفع سبيل.. هذا ما قاله الهريفي بعظمة لسانه، لكن الحقيقة دائماً وأبداً ليست بحاجة إلى عملية داخل أحد مراكز التجميل لتخرج بكل أناقتها.. الحقيقة واثقة من نفسها، والحقيقة التي لم يكن الهريفي مجبراً ولا مضطراً أن يقول سواها تتمثل في أن طريقة جمع الفلوس من الناس ليست نظامية وليست مسؤولة، فلو أن كل لاعب أراد الاعتزال احتاج فقط استثارة مشاعر الجماهير وفتح حساب وانتهى كل شيء لدبت الفوضى والضحية هم أولئك الذين دب في روح الهريفي التعاطف معهم بعد أن جمع المليون!!
ولو خرج الهريفي واعترف أن جهات (مسؤولة) أوقفت المشروع بحكم أنه مخالفة واضحة وصريحة للنظام لما كنا احتجنا لإعادة كلمة قالها الرئيس الأمريكي السادس عشر!!