|


ناقــد
محللوهم معارضون شامتون منحازون
2011-05-02
القراءة الفنية للمنافسات الكروية مثلها مثل قراءة أي حدث سياسي أو اقتصادي أو عسكري أو أمني وغيره، هي رهن قارئ ومحلل يملك الخبرة والتخصص والفهم حتى وإن تفاوتت القدرة من شخص لآخر بحسب ملكات تتوافر في فرد دون غيره، إلا أن الحياد والاستقلالية هما عنصران لابد من توافرهما في من تُسند إليه هذه المهمات، فبدون الحياد والاستقلالية لن تكون القراءة صائبة، ستخيب التوقعات وتعطي له الأحداث والنتائج ظهرها.
في قناتي الجزيرة والعربية الإخباريتين محللون سياسيون وعسكريون لا يختلفون كثيراً عن محللي استوديوهات المنافسات الكروية، بل يتفوقون عليهم في البؤس، ففي الوقت الذي يظهر علينا في القنوات الفضائية الرياضية محللون بدرجة مشجعين لأنديتهم ونجومها، ناقمون على منافسيهم، يلتمسون العذر هنا وهناك لكل خطأ يرتكبه لاعبو فريقهم، ويعتمون على كل ما يمكن أن يكون محل حساب أو عقاب، فهم أيضاً ينقصون من شأن الفريق المنافس ولاعبيه، ويحرصون على إبراز الأخطاء التحكيمية أو السلوكية، ويصل الأمر إلى إعلانهم تمني الفوز أو تلقيهم التهنئة أو كلمات تطييب الخاطر عند الخسارة.
هذا الأمر كان مزعجاً للمتابعين، ومخيفاً للحريصين على أن تقوم الفضائيات بدورها في نشر ثقافة الوعي الكروي وآداب وتقاليد التنافس الشريف، إلا أن الأمر بالرغم من فظاعته ليس أقل سوءاً في الاستوديوهات الأخرى في الجزيرة والعربية وغيرهما من القنوات الإخبارية، حيث يتم استضافة معارضين وأعداء للنظام يقومون بتحليل الوضع السياسي والعسكري من خلال التمني ومناصرة فئة على أخرى والدعاء لهم بالنصر وعلى أعدائهم بالويل والثبور ليفقد المشاهد الواعي المتابع فرصة معرفة الحقيقة كما هي، ويتابع حفلة استعداء وشماتة وانحياز كريه يجعل محللي الكرة والسياسة والاقتصاد وغيرهم لا يختلفون عن بعضهم في شيء.