أخيرًا أصدرت لجنة الاحتراف قرارها حول قضية العويس، والقاضي بتغريم اللاعب ثلاثمئة ألف ريال، استنادًا إلى المادة 5/1 التي تنص على وجوب التزام اللاعب بالأنظمة واللوائح، والمادة 5/7 والقاضية بعدم قبول أي دعم مادي أو هدايا من أي جهة، وفي القواعد التفسيرية مباشرًا أو غير مباشر، وإن كانت هذه الجهة منافسة أو غير منافسة، وحتى من ذوي القربى، ولم يتحدث القرار عن المادة 6/7، وهي الوحيدة التي تتيح للجنة تطبيق عقوبات اللائحة، فيما إذا تم اكتشاف مثل هذه التجاوزات، ذلك من ناحية، ومن الأخرى، الشباب وجه اتهامات كبيرة للنادي الأهلي وللاعب، ولم يوضح القرار ما إذا تمت تبرئة الطرفين المعنيين منها، كما أن النادي الأهلي فاوض خارج الفترة الحرة ولم يدان رغم إدانة اللاعب.

إجمالاً، أقول في هذه القضية إن القرار كان ضعيفًا، ويجعلني أسعد بأن أوراق هذه اللجنة تساقطت، وهي التي كانت ستصدر قرارات هشة أيضًا فيما يتعلق بقضية عوض خميس، والتي أقر فيها إيقاف اللاعب ستة أشهر وتغريمه استنادًا إلى المواد 5/1 والتي تتعلق بالتزام اللاعب بالأنظمة واللوائح والعقود، و 15/7 حول إبرام اللاعب أو الوسيط لأكثر من عقد، و49/1/5 توقيع اللاعب عقدًا لأكثر من ناد، و 49/1/7 بخصوص مخالفة أي من الالتزامات والأحكام والضوابط، وأرى أنه في ظل هذه المعطيات القرار جيد.

القرارات طالت نادي النصر، حيث تم تغريمه بخسمئة ألف، إضافة إلى المنع من التسجيل لفترة واحدة، استنادًا إلى المواد 8/1 حول التقيد بالأنظمة واللوائح، و51/1/2 بخصوص التحايل، و51/1/5 حيال التفاوض مع اللاعب، خلافًا لأحكام اللائحة، و 51/1/10 عن مخالفة أي من الأحكام والالتزامات، وأرى أنه قرار مناسب.

أما في حق الهلال، فجاء قرار يقضي بعقوبة مالية قدرها خمسمئة ألف ريال، وفق المواد 51/1/10 فيما يتعلق بمخالفة أي من الالتزامات والأحكام، و 51/1/10 بخصوص تقديم بيانات خاطئة للتحايل، وهنا لم يوضح القرار ماهية هذه الفقرة؛ فإذا كان المقصود بها خطاب السلفة على اعتبار أن الوسيط أيضًا أدين بنفس الشأن، وفق المادة 52/1/1، فهنا يكون القرار ضعيفًا على اعتبار أن فيه نوعًا من التحايل.. 

وأتساءل: كيف يدان الوسيط لنفس الأسباب ولا يدان الهلال؟ وفي ذات الشأن يتحدث القرار عن المادة 6/3/1 عن أن الأجر يكون 200 ألف مفصلة في الفقرتين 6/3/1/1 بحصول اللاعب على أجر ثابت 150 ألفًا، وأجر متحرك وفق الفقرة 6/3/1/2، وأجر شهري متحرك يستحق في حال وجود مشاركات رسمية كأساسي أو بديل، وبالتالي عندما نحسب يجب أن نستثني عدم المشاركة لأن الموسم لدينا لا يمتد إلى عام، بل إلى نحو تسعة أشهر، وبالتالي فإن الحسبة كلها تكون خاطئة.

وأختم بالقول على أطلال هاتين القضيتين، إنني ما زلت أرى أن الأمير فيصل بن تركي هو صانع أمجاد النصر الحديث، ولكن أسلوب التهديد الذي انتهجه وهو يتناول هذه القضية بصراحة لا يليق، كما أنني أتساءل عن مصير مبلغ الستة ملايين الهلالية؛ فهل السكوت عنها يعني أنها تبخرت؟ ويؤسفني بصراحة أن يبقى المسيليم أو العويس أسيري دكة الاحتياط؛ فكلاهما عملاق، وأختم بالقول إن لوائحنا تحتاج إلى تعديلات كثيرة، منها وضع سقف لرواتب اللاعبين؛ فالكل يعلم أن هذا السقف مخترق من الكل، ومن فوق الطاولة.