نهضة أصحاب الصافرة بدأت في الثمانيات وانحدر عام 2002 .. والمونديال الروسي محطة حاسمة
التحكيم العربي.. ماض مشرق ومستقبل مجهول
![](https://arriyadiyah.com//media/thumb/de/53/950_b9527fd873.jpeg)
دخلت التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا إلى منعطفها الأخير، حيث تسعى المنتخبات التي تستمر في إطار المنافسة، إلى حجز المقاعد المتبقية بين القارات الـ 6، قبل الكشف عن القائمة النهائية للمنتخبات الـ 32 بتاريخ 14 نوفمبر، الذي يمثل اليوم الأخير في رحلة التصفيات. وعلى جانب ثانٍ، وفي منافسة من نوع آخر، يقترب الاتحاد الدولي لكرة القدم من وضع اللمسات الأخيرة على لائحة الحكام، الذين سيضبطون إيقاع المباريات على الأراضي الروسية، وسط توقعات بحضور خجول للتحكيم العربي، الذي دخل مرحلة ضبابية بعد حقبة النجاح الكبير التي رافقت أجيال جمال الشريف وعلي بوجسيم وجمال الغندور وسعيد بلقولة منذ الثمانينيات، وحتى المونديال الآسيوي عام 2002. وتلخّص "الرياضية" فيما يلي تاريخ مشاركات حكام الساحة العرب في نهائيات كأس العالم، منذ النسخة الأولى عام 1930، ولاسيما التحكيم السعودي الذي خاض غمار النهائيات في 3 مناسبات، قبل الوقوف عند وضعية الحكم الرئيسي العربي قبل أقل من عام على انطلاق العرس الكروي العالمي في روسيا.
===================================================================
1930-1962: غياب تام
نظمت الأوروجواي النسخة الأولى من نهائيات كأس العالم عام 1930 بحضور 13 منتخبًا، وتحت قيادة 15 حكمًا فقط بين حكام ساحة وحكامٍ مساعدين. واقتصرت المشاركات التحكيمية في تلك النسخة على حكام من قارة أوروبا والأمريكتين، واستمر هذا السيناريو حتى النسخة التي استضافتها إنجلترا عام 1966، كما أسنِدَت مهمة إدارة المباريات النهائية إلى حكامٍ من أوروبا طوال هذه الفترة، بدءًا من الحكم البلجيكي جون لانجينوس الذي أعلن بصافرته فوز الأوروجواي باللقب الأول في 30 يوليو 1930. وأدّت الكثير من الأسباب إلى غياب التحكيم العربي عن هذا المحفل العالمي قبل المونديال الإنجليزي، ومن بينها صعوبة السفر حينها إلى القارة الأمريكية الجنوبية (الأوروجواي 1930 والبرازيل 1950 وتشيلي 1962)، وتعيين حكام من أوروبا فقط في 4 نسخ (إيطاليا 1934 وفرنسا 1938 وسويسرا 1954 والسويد 1958)، إضافة إلى العدد المحدود من المباريات في مرحلة التصفيات مقارنة بما هو عليه الآن، وهو الأمر الذي منع الحكام العرب من قيادة مباريات دولية مهمة في تلك الحقبة.
===================================================================
1966-1978: الخطوات الأولى
سجّل المصري علي قنديل اسمه أول حكم عربي في نهائيات كأس العالم، وذلك عندما تم تعيينه لقيادة مواجهة تشيلي وكوريا الشمالية عام 1966 لحساب المجموعة الرابعة، والتي انتهت بالتعادل بهدف لمثله. وكان قنديل قد مثّل العرب أيضًا في النسخة التالية عام 1970 عندما أدار مباراة صاحب الأرض منتخب المكسيك مع منتخب السلفادور في المجموعة الأولى، وقد انتهت المباراة حينها بفوز عريض للمكسيكيين وبرباعية نظيفة. واستمر الحضور العربي والمصري في مونديال ألمانيا عام 1974 عندما قاد محمود مصطفى كامل مواجهة ألمانيا الغربية وأستراليا، أمام أكثر من 53 ألف متفرج في مدينة هامبورج، وهي المباراة التي حسمها أصحاب الأرض بثلاثية نظيفة لحساب المجموعة الأولى. وفي المونديال الأرجنتيني عام 1978، أصبح السوري فاروق بوظو أول حكم عربي يشارك في النهائيات من القارة الآسيوية، حيث أوكلت إليه مهمة إدارة المواجهة التي جمعت حامل اللقب الألماني مع المكسيك في المجموعة الثانية، والتي انتهت بفوز عريض للمانشافت 6-0.
===================================================================
1982-1986: يد مارادونا
بدأت مرحلة النهضة لدى الحكام العرب في الأعوام الأولى لفترة الثمانينيات، حيث سافر إلى المونديال الإسباني عام 1982 3 حكام، هم البحريني إبراهيم يوسف الدوي والليبي يوسف الغول والجزائري بلعيد لاكارن. وأشرف إبراهيم الدوي على قيادة المباراة التي حملت الفوز الأعرض في تاريخ نهائيات كأس العالم، وذلك عندما انتصر المنتخب المجري بنتيجة 10-1 على السلفادور في المجموعة الثالثة.
من ناحيته، أدار يوسف الغول المباراة التي تغلب فيها منتخب الاتحاد السوفاتي بثلاثية نظيفة على نيوزيلندا في المجموعة السادسة، فيما أدار بلعيد لاكارن فوز الأرجنتين 4-1 على المجر في المجموعة الثالثة. وتكرر السيناريو نفسه في المونديال التالي عام 1986 على الأراضي الأرجنتينية، وهي النسخة التي شهدت مشاركة أول حكم سعودي بعدما قاد فلاج الشنار المباراة التي سيطر فيها التعادل 1-1 على لقاء كوريا الجنوبية وبلغاريا في المجموعة الأولى، كما مثّلت هذه النسخة المشاركة الأولى للحكم السوري الشهير جمال الشريف الذي أدار مواجهتين، من بينها لقاء إنجلترا والباراجواي في ثمن النهائي، ليصبح الشريف أول حكم عربي يقود مواجهة في مرحلة الإقصائيات. وشهد مونديال العام 1986 مشاركة حكم عربي ثالث هو التونسي علي بن ناصر، والذي عجز عن الكشف عن حيلة دييجو مارادونا عندما أسكن الكرة بيده في مرمى الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون في ربع النهائي.
===================================================================
1990-1994: استمرار النهضة
تراجع الحضور العربي عام 1990 مع مشاركة حكميْن فقط، وهما التونسي ناجي الجويني الذي أدار مباراة البرازيل وكوستاريكا في المجموعة الثالثة، والسوري جمال الشريف الذي قاد مباراة واحدة فقط في هذا المونديال الذي استضافته إيطاليا، وكانت بين منتخبيْ النمسا والولايات المتحدة في المجموعة الأولى. ودخل التحكيم العربي نحو مرحلة جديدة في المونديال الأمريكي عام 1994، حيث خاض التونسي ناجي الجويني غمار المونديال الثاني في مسيرته، عندما أدار مواجهتين في دور المجموعات، في الوقت الذي أشرف فيه جمال الشريف على 3 مباريات، منها مواجهة بلغاريا والمكسيك في ثمن النهائي. ومثّلت هذه النسخة الظهور الأول للحكم الإماراتي علي بوجسيم الذي قاد مواجهة واحدة في دور المجموعات، إضافة إلى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، والتي حسمها المنتخب السويدي بفوزه 4-0 على بلغاريا.
===================================================================
1998-2002: حقبة التفوق
شهدت نهائيات فرنسا 1998 وكوريا واليابان 2002 ثورة حقيقية على صعيد التحكيم العربي في المونديال، حيث حقق الحكام العرب في هاتين النسختين أفضل الأرقام على صعيديْ الحضور وعدد المباريات. وارتفع عدد الحكام العرب في المونديال الفرنسي إلى 4 حكام، وكان على رأسهم المغربي سعيد بلقولة الذي أدار المباراة النهائية بين فرنسا والبرازيل، بعدما أسنِدَت إليه مهمة قيادة مباراتيْ ألمانيا والولايات المتحدة في المجموعة السادسة، والأرجنتين وكرواتيا في المجموعة الثامنة.
وبدوره، أدار الحكم المصري جمال الغندور 3 مباريات منها مواجهة البرازيل والدنمارك في ربع النهائي، وهو عدد المباريات التي أدارها الإماراتي علي بوجسيم نفسه، والذي أعلن بصافرته وصول المنتخب البرازيلي إلى المباراة النهائية بعد الفوز على هولندا بركلات الترجيح في نصف النهائي. وكانت النهائيات الفرنسية المحطة الثانية للحكام السعوديين في المونديال، حيث أشرف عبد الرحمن الزيد على قيادة مواجهتيْ الباراجواي مع بلغاريا في المجموعة الرابعة، وهولندا مع المكسيك في المجموعة الخامسة. وارتفع عدد الحكام العرب إلى 5 حكام في نهائيات المونديال الآسيوي عام 2002، حيث أدار الإماراتي علي بوجسيم مباراتيْن من ضمنها المواجهة الافتتاحية بين فرنسا والسنغال، فيما تم تعيين كل من المغربي محمد كزاز والتونسي مراد الدعمي لضبط واحدة من مباريات دور المجموعات. وشهدت هذه النهائيات مردودًا مميزًا للحكم الكويتي سعد كميل الذي أدار 3 مباريات، منها فوز تركيا على كوريا الجنوبية في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، في الوقت الذي أدار فيه جمال الغندور مباراتيْن في دور المجموعات، إضافة إلى لقاء كوريا الجنوبية مع إسبانيا في ربع النهائي.
===================================================================
2006-2014: حضور خجول
خفت نجم التحكيم العربي عام 2006 بعد حضور حكم وحيد هو المصري عصام عبد الفتاح، والذي قاد مباراة وحيدة في دور المجموعات بين أستراليا واليابان لحساب المجموعة السادسة من المونديال الألماني. وعاد الحكم السعودي إلى هذا العرس العالمي في النسخة الإفريقية عام 2010، حيث كان خليل جلال الممثّل الوحيد للحكام العرب على أراضي جنوب إفريقيا، وقد أوكلت إليه مهمة قيادة قمة فرنسا والمكسيك في المجموعة الأولى، والتي سقط فيها منتخب الديوك بهدفين دون رد، إضافة إلى المباراة التي انتصر فيها منتخب تشيلي على سويسرا بهدف نظيف في المجموعة الثامنة. وأصبح الجزائري جمال حيمودي أكثر حكم عربي يدير مباريات في نسخة واحدة، عندما تم تعيينه لقيادة 4 مباريات في المونديال الأخير على الأراضي البرازيلية، ومن بينها فوز بلجيكا على الولايات المتحدة 2-1 بعد التمديد في الدور ثمن النهائي، واكتساح هولندا للمضيف البرازيلي بثلاثية نظيفة في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. وشهد المونديال الأخير كذلك مشاركة الحكم البحريني نواف شكر الله الذي أدار مواجهتيْ إسبانيا وأستراليا في المجموعة الثانية، ولقاء البرتغال وغانا في السابعة.
===================================================================
نظرة على المستقبل
من المتوقع أن يعود الحكم السعودي لإدارة مباريات مونديالية في الصيف المقبل خلال نهائيات روسيا، خاصة بعد تعيين فهد المرداسي لقيادة مواجهتيْن في كأس القارات في شهر يونيو الماضي، ولاسيما مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين البرتغال والمكسيك، علمًا أنّه فاز بجائزة أفضل حكم في آسيا عن العام 2015، وهي جائزة لم يُتوّج بها أي حكم عربي منذ أن أطلقها الاتحاد الآسيوي عام 2002. وغاب الحكم العربي عن المحافل القارية بشكل شبه كامل خلال السنوات الأخيرة، حيث أدار حكمٌ عربي نهائي كأس آسيا لآخر مرة عام 2004 وبصافرة الكويتي سعد كميل، في الوقت الذي لم يظهر فيه سوى حكمين عربيين في المباريات النهائية للنسخ الـ 10 الأخيرة في دوري أبطال آسيا. أما في إفريقيا ومع بلوغ الجزائري جمال حيمودي عامه الـ 46، أصبح الحكم الجامبي باكاري جاساما على مقربة من ترأس قائمة الحكام الإفريقيين الذين سيسافرون إلى روسيا الصيف المقبل، خاصة أنه حصل على جائزة أفضل حكم في القارة السمراء في السنوات الـ 3 الأخيرة. ويحوم الضباب حول قدرة الحكام العرب على تمثيل القارة الإفريقية في نهائيات المونديال، وذلك بعد غيابهم عن إدارة أي مباراة في الأدوار المتقدمة لكأس الأمم التي استضافتها الجابون مطلع العام الجاري، ومن بينهم المصري جهاد جريشة الذي كان آخر حكم عربي يدير المباراة النهائي لدوري أبطال إفريقيا، وكان ذلك في مباراة الذهاب لنهائي العام 2015.
===================================================================
حكام المباريات النهائية لكأس العالم:
العام الحكم العام الحكم
1930 البلجيكي جون لانجينوس 1978 الإيطالي سيرجيو جونيلا
1934 السويدي إيفان إيكليند 1982 البرازيلي أرنالدو كويليو
1938 الفرنسي جورج كابديفيل 1986 البرازيلي روموالدو فيلهو
1950 الإنجليزي جورج ريدر 1990 المكسيكي إدجاردو كوديسال
1954 الإنجليزي ويليام لينج 1994 المجري ساندور بول
1958 الفرنسي موريس جيجي 1998 المغربي سعيد بلقولة
1962 السوفياتي نيكولاي لاتيشيف 2002 الإيطالي بييرلويجي كولينا
1966 السويسري جوتفريد دينست 2006 الأرجنتيني هوراسيو إيليزوندو
1970 الألماني رودي جلوكنر 2010 الإنجليزي هاوارد ويب
1974 الإنجليزي جاك تيلور 2014 الإيطالي نيكولا ريتزولي
===================================================================
إحصائيات الحكام العرب في نهائيات المونديال:
*أول ظهور للحكام العرب كان عام 1966
العام عدد الحكام العرب عدد المباريات
1966 1 1
1970 1 1
1974 1 1
1978 1 1
1982 3 3
1986 3 5
1990 2 2
1994 3 7
1998 4 11
2002 5 10
2006 1 1
2010 1 2
2014 2 6