|


أحمد السويلم
تقييم العمل: إرث فني
2018-06-07
لا تحدثني عن تريند تويتر، ولا تعرض لي تقريرًا صحافيًّا، ولا تنقل لي مديح فنان عربي، كل ما سبق أمور "مقدور عليها" في تلميع الأعمال الفنية مهما أخذت من ردود الفعل.

بالنسبة لي، أقيم العمل بشكل عام في إمكانية أن يتحول إلى "إرث فني" يتناقله الناس بعد عرضه، ويعيدون مشاهدته في يوتيوب كلما حانت الفرصة.

لن أقول إرثًا فنيًّا وأذكر أعمالاً بحجم درب الزلق، خالتي قماشة، حمود ومحيميد، عودة عصويد وغيرها، بل سأذكر أعمالاً قريباً ما زلنا نذكرها، مثل طاش محليًّا الذي ما زال يسجل مشاهدات عالية حتى في رمضان الحالي، وأمامك يوتيوب خذ جولة وابحث وتأمل في الردود على الحلقات التي مازالت تحظى بتفاعل حتى يومنا هذا، خليجيًّا سيبقى مسلسل الحيالة "آخر المسلسلات المحترمة"؛ فمنذ إنتاجه في 2004 ما زالت روح العمل خالدة والمشاهد التي أداها العملاقان خالد النفيسي وعبدالحسين عبدالرضا باقية في أذهاننا.

لا أريد المبالغة في نقد الأعمال المنتجة خلال الأعوام الأخيرة، لكن لا تملك أن تصفها إلا بأعمال مسلوقة تحقق إيرادات بيع عالية، وتغيب عن أذهان المشاهدين بعد رمضان مباشرة، وفيما يبدو لي أن جميع الأطراف المشتركة في العمل الفني من إنتاج وتصوير وتمثيل وحتى القناة، يعلمون ذلك، ولكن "السوق عاوز كذا"، في النهاية يجب إنتاج مسلسل فيه فلان وعلان ويعرض في رمضان.. وبعده لكل حادث حديث.

فيما يبدو لي أن "روتين العملية الفنية" يسير بهذا الاتجاه، ومن الصعب أن يعود إلى سابقه أو حتى يتطور إلى الأفضل، إلا إذا تغيرت الأدوات بشكل جذري، يقلب هذا الروتين رأساً على عقب، والأمل بشبكات "نتفليكس" وأخواتها في حال دخلوا العملية الإنتاجية في السعودية.. ففي هذه الحالة يمكن أن تكون المعايير الفنية مختلفة تمامًا.