|


أحمد السويلم
للشقيري خالص احترامنا
2018-06-10
وسط هذا الكم الهائل من المسلسلات والبرامج الحوارية التي ملأت ساعات البث خلال رمضان، لا تقل لي إن تقديم عمل تلفزيوني جاد ورصين سيكون مهمة مستحيلة، هي ليست سهلة بلاشك، لكن يمكن أن تكون حقيقة وأمراً مقدوراً عليه لو استطعنا أن ننتج لنا (شقيري) آخر يقدم مثل هذا المحتوى المتمكن، الذي يحترم المشاهد أولاً ويعي ذائقته.

أحمد الشقيري كما يقولون "جا يطل وغلب الكل"، حلقة واحدة لكنها خطفت قلوب الناس، كيف لا وهي تتحدث عن الحرم المكي الشريف والخدمات التي تقدم للمعتمرين، وما حوته من معلومات جديدة تنشر للمرة الأولى.

تكمن صعوبة إنتاج الأعمال الوثائقية ليس في تكلفتها العالية ـ إنتاج المسلسلات يكلف أكثر وربحه أعلى ـ، لكن صعوبة الوثائقيات أنها تحتاج إلى عمل حقيقي منذ تكوين الفكرة الأساسية، ثم مرحلة جمع المعلومات وكتابة القصة، ومن ثم التصوير بطريقة متطورة ومتنوعة، وأخيراً مونتاج الحلقة بشكل ذكي بما فيها من عرض للبيانات، وهذه الأمور لا يفضلها الكثير من المتخصصين في الإنتاج لدينا، الأسهل عمل مسلسل وإنتاجه في شهرين وتسليمه قبل رمضان بأسبوع، أو تقديم برنامج جماهيري يعتمد على شهرة الضيف.

أعود للشقيري الذي كون لنفسه مدرسة تقديم خاصة، قادر على عرض المعلومة وإيصالها بطريقة تمنحك شغف المتابعة حتى الثانية الأخيرة من البرنامج، وأقول وأتمنى لو خصصت قنواتنا ولو 10% من إنتاجها الضخم السنوي في عمل مثل هذه البرامج، التي تحظى بمتابعات ضخمة "وحقيقية".. فسوق البرامج الجادة والرصينة ما زال قائماً.