فشل روجيه ميلا النجم الكاميروني السابق في طبع بصمته مع منتخب بلاده في نهائيات إسبانيا عام 1982، وانتظر حتى المحطات الأخيرة من مسيرته حتى يتحوّل إلى رمز كروي عالمي لتألقه اللافت مع منتخب الأسود في نسختيْ إيطاليا 1990 والولايات المتحدة 1994. وكان ميلا في الـ 38 من العمر عندما تلقّى اتصالاً من الرئيس الكاميروني بول بيا الذي طالبه بالعودة عن اعتزاله للمشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات إيطاليا، فقَبِل ميلا دعوة الرئيس ليصنع الفارق مع المنتخب الكاميروني الذي أصبح حينها أول منتخب إفريقي يتمكن في العبور نحو دور الثمانية. وسجل ميلا 4 أهداف في نهائيات 1990، لكن ما كان لافتاً للأنظار طريقة احتفاله بأهدافه، حيث شاهدت الجماهير ميلا وهو يتوجه إلى زاوية الملعب ليرقص رقصة قصيرة إلى جانب علم الركنية، لتصبح هذه الطريقة في الاحتفال حديث الجميع في تلك الفترة. واختار ميلا النسخة الأمريكية عام 1994 ليحطّم مجموعة من الأرقام القياسية، حيث أصبح حينها أكبر لاعب يخوض غمار النهائيات عندما مثّل الفريق الكاميروني وهو في الـ 42، وهو الرقم الذي حطمه فريد موندراجون الحارس الكولومبي عام 2014. واكتفى ميلا بتسجيل هدف وحيد على الأراضي الأمريكية في شباك المنتخب الروسي، وأصبح أكبر الهدافين سناً في تاريخ المونديال، وهو لا يزال يحتفظ بهذا الرقم القياسي حتى يومنا هذا.