|




بدر السعيد
قمتهم الضيقة جدّا..!!
2018-06-30
لا مكان للواقع.. لا مساحة للرأي الآخر.. فهم على حق دائماً طالما أن المسألة تتعلق بنجمهم أو فريقهم المفضل.. هم الزبون الدائم لبضاعة أرباب “ثقافة الضجيج” التي غذت عقولهم حتى باتت جاهزة للوقوف أمام كل من يقدم “معلومة واقعية” تخالف رغباتهم.. فتحولوا إلى سلاح يوجه الإساءة لكل من قدم حقيقة تتعارض مع الخرافات التي آمنوا بها سلفاً.

لا يكتمل لديهم امتداح نجمهم أو فريقهم إلا بالانتقاص من الآخرين.. لا يستمتعون بما يصنعه ناديهم أو نجومهم إلا بإقصاء الآخرين من المشهد وتجريدهم من كل شيء.. كل شيء بلا استثناء.. لا يفرحون بما يحققه نجومهم أو ناديهم؛ ففرحتهم مرهونة ومرتبطة بفشل الآخرين أو على الأقل الاكتفاء بوصف الآخرين بالفشل!

كم خسروا من المتعة.. وكسبوا الهموم.. كم خسروا من الحب.. وكسبوا الذنوب!

خسروا متعة التلذذ بنجومهم ومتابعة ما يحققونه؛ فعقولهم الباطنة رهينة للحقد؛ فهي لا تنتظر إنجاز نجومها لتفرح بقدر انتظارها وترقبها وبحثها عن كل ما يشوه الآخرين ويسيء إليهم.. كل ما من شأنه الانتقاص من الآخرين وإغاظتهم.. خسروا الحب الحقيقي للرياضة حين تتفرغ المشاعر باتجاه الحب والولاء وليس باتجاه الكراهية والحقد!

كسبوا الكثير من الذنوب والمعاصي وهم يتهمون هذا ويسيئون لذاك.. لا يتوانون عن ترويج الكذب والبهتان، بل يتفننون في صناعته.. يصيغون “الوهم”.. يشتمون ويقذفون.. كل ذلك وأكثر لأن هناك من خالفهم “الرأي” و”الميول” في عشق فريق ونجم آخر خلاف رغباتهم!

لا يعترفون بمن ينجز.. لا يصدقون الأرقام.. لا يصفقون للناجح.. كل ذلك لأن قمتهم ضاقت جداً جداً فلم تعد تتسع إلا لمن يحبون فقط.. أكتب هذه الكلمات والشفقة تتجه نحوهم؛ فقد أضاعوا أعمارهم سعياً ليخفوا شمس الحقيقة بالغربال المترهل من أوهامهم.. فلا فرحَ أدركوه.. ولا واقعَ أخفوه.. سيتجاوزهم الزمن كما تجاوز غيرهم.. وسيبقى للرقم قيمته وللقمة اتساع كبير يستوعب كل ناجح أياً كان لون قميصه!

وعلى الرغم من كوني لم أسمي نجماً بعينه، إلا أنني أجزم أن ما كتبته لن يسلم هو الآخر من سهام ثقافة الضجيج فذلك ديدنهم.. لا تقلق في البحث عنهم، ستعرفهم أو على الأقل هم سيعرفون بأنفسهم فعلى رأسهم بطحاء وحتماً سيحسسون عليها أمام ناظريك ومسمعك!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..