|


فهد الروقي
ميسي ما يعرف يلعب
2018-07-02
أستسيغ تعصب بعضهم للأندية المحلية؛ بحكم أن الرابط مع هذه الأندية رابط أعمق من التشجيع والمؤازرة، بل هو رابط وجداني يحكمه الولاء والانتماء.. لكنني في المقابل أستغرب من حالة التشنج والتوتر التي تصيب بعض إعلاميينا وجماهيرنا عندما يتعلق الأمر باللاعبين والفرق والمنتخبات الخارجية..

أذكر قبل سنوات أنني شاهدت مباراة حاسمة للأرجنتين على ما أعتقد لم يظهر فيها النجم العالمي الكبير واللاعب الاستثنائي "ميسي" بمستواه المعروف؛ فكتبت تغريدة "ميسي،،، جزء من النص مفقود"، وقد صدمت بردة الفعل القاسية والمتشنجة في موقع التواصل الاجتماعي، حيث حملت كثير من الردود عبارات الاستهجان والسباب والشتم، ولا أعلم سرّ هذا التعلق وكأنه معصوم من الخطأ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، خصوصًا أن التغريدة ليس فيها ما يسيء له ولا لمنتخبه ولا لناديه، والأمر ذاته ينطبق على محبي النجم الآخر الذي لا يقل أهمية عن "كريستيانو رونالدو"، والغريب في الأمر أن هناك بعض الزملاء يشاركون في هذا الصراع التافه رغم أن المفروض أن يكونوا قادة للرأي يبينون للناس أن قمة الإبداع ليست محدبة، وتستطيع أن تحمل على ظهرها كل المبدعين كل حسب إبداعه..

حاليا في المونديال كنت أظن أن الجميع "يستمتع" بمشاهدة كرة القدم بعيدًا عن الضغوط حتى إن خسر المنتخبات أو اللاعبون المفضلون فلا تؤثر بالنسبة لي إلا على منتخب الوطن ولاعتبارات ليست معنية بالمستديرة الصغيرة، لكنني تفاجأت بما يحدث في مواقع التواصل من حرب طاحنة بيننا، تارة بين محبي ميسي ورونالدو، وأخرى بين محبي بعض المنتخبات، وبقدر أنني لم أرغب في مغادرة النجمين الكبيرين إلا أنني فرحت بذلك حتى تستكين الساحة ونتفرغ لمشاهدة بقية المباريات بهدوء تام؛ فلقد شاهدت بعيني "أرجنتينيًّا" لم يشاهد الأرجنتين في حياته ولم يلتق بأحد يحمل هذه الجنسية ولم يخرج من "نجد العذية"، وإلى وقت قريب كان يسميها "أنجرتين" متأثرًا جدًّا بخسارة "التانقو"، ودخل في نقاش حاد مع آخر من هواة "الدون" الذي أقسم بأن "ميسي ما يعرف يلعب"..

الهاء الرابعة
ومن يحمدُ الدّنيا لعيشٍ يسرُّهُ
فسوف لعمري عن قليلٍ يلومُها
إذا أدبرَت كانت على المرءِ حسرةً
وإن أقبلَت كانت كثيرًا همومُها