|


تشيرتشيسوف.. تجاهل الانتقاد فكسب محبة الروس

موسكو 2018.07.08 | 06:15 pm

بعد سيل من الانتقادات التي وصلت إلى حد الاستهزاء، قبل نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، اكتسب ستانيسلاف تشيرتشيسوف مدرب المنتخب الروسي، احترام الروس ومحبتهم، بعدما قاد المنتخب المضيف إلى الدور ربع النهائي، قبل أن يخرج على يد كرواتيا بركلات الترجيح.
قام المدرب الذي كان أبرز إنجاز في مسيرته التدريبية حتى الآن ثنائية الدوري والكأس المحليان، مع ليجيا وارسو البولندي عام 2016، ببناء فريق قوي صاحب إرادة ظهرت جليًا على سبيل المثال عند ماريو فرنانديش لدى إدراكه التعادل 2-2 في مرمى كرواتيا في الدقيقة 115، ليمنح المنتخب الروسي حق خوض ركلات الترجيح التي ابتسمت للكروات 4-3، واوقفت المشوار الروسي في ربع النهائي.
كان المدرب البالغ من العمر 54 عامًا والمولود في جمهورية أوسيتيا شمال ألانيا في منطقة القوقاز الروسية، هدفا لانتقادات قاسية، قبل بداية نهائيات كأس العالم، كانت الأجواء حوله سيئة جدًا، كون المنتخب الروسي أمضى أكثر من 8 أشهر دون أن يحقق أي انتصار في 7 مباريات.
وجد تشيرتشيسوف نفسه على المحك بسبب خياراته التكتيكية، التي اعتبرت غير مفهومة، مثل قراره باستبعاد العديد من الكوادر المخضرمة من المنتخب، أو بسبب إطلالاته العفوية أمام وسائل الإعلام، ومنها عندما رد على سؤال لأحد الصحافيين الألمان قبل البطولة: "الضغط؟ أحيانًا لا أفهم الصحافيين، هل تسألون عن ضغط دمي؟".
بعد ثلاثة أسابيع، احتفلت روسيا بتلك الخيارات التكتيكية، التي قادتها إلى الدور ربع النهائي، وراح مشجعوها يستمتعون بنكات وفن المراوغة الذي تميز به حارس المرمى السابق لنادي سبارتاك موسكو.
خلال الأسابيع الثلاثة التي استغرقها المشوار الروسي في المونديال الحالي، حرص تشيرتشيسوف الذي بات صاحب الشارب الأكثر شهرة في روسيا، على الاحتفاظ ببرودة أعصابه، وصرح قبل مواجهة كرواتيا في ربع النهائي: "كمدرب، أحاول ألا أشاهد التلفزيون، وألا أقرأ الصحف، أركز على عملي وهذا كل شيء".
وقف تشيرتشيسوف غير مبال على أرضية الملعب بعد الفوز على المنتخب الإسباني بركلات الترجيح في الدور ثمن النهائي، لا مبالاته كانت أيضًا حيال الصحافيين الروس في المؤتمر الصحافي عندما أهدى قميصًا للمنتخب موقعًا إلى صحافي بيروفي يقيم في موسكو، والسبب؟: "كان واحدًا من القلائل الذين آمنوا بنا".
وصرح تشيرتشيسوف عقب الخسارة أمام كرواتيا بركلات الترجيح في ربع النهائي في سوتشي: "لقد تم انتقادنا قبل البطولة؟ صدق أو لا تصدق، كنا نؤمن بأنفسنا، والبلد أحبنا، اللاعبين يشعرون وكأنهم كالمجندين المسرحين قبل الوقت، وفي الوقت الذي كانوا فيه مستعدين لخوض المعركة، ما زالوا يريدون خوض هذه الحرب.
وأضاف: "أنت ببساطة فقط كونيّ، ستاس (ستانيسلاس)!"، وهي عبارة مأخوذة من أغنية لفرقة معروفة لموسيقى الروك في روسيا، أصبحت في الأسابيع القليلة الماضية تعليقًا يكتب تحت أي صورة للمدرب الروسي.
ويبدو أن البلد كله انشغل بشغف تشيرتشيسوف، وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس ذهبت إلى حد نشر صورة مركبة للمدرب الروسي بلباس رائد فضاء، بعد الخروج من الدور ربع النهائي، عبر حسابها على "تويتر"، قبل أن تجمع اليوم الأحد وسائل الاعلام الروسية على الإشادة بما قام به.
وعنونت صحيفة "سبورت اكسبرس" الرياضية مقالها "أبطال قلوبنا"، في انسجام تام مع جماهير المنتخب، التي كان شعارها الرئيسي بعد الاقصاء في شوارع موسكو، "شكرا أيها الرجال!".