|


فهد الروقي
«بين السوبر والإعلام»
2018-08-15
عادة يتيه الكاتب بحثًا عن فكرة يضمنها أحرفه ويطبخها على نار هادئة لتصل للقارئ الكريم طازجة شهية.. ومن النوادر أن تصيبه حيرة للاختيار بين فكرتين نظرًا لندرتها؛ فهي أشبه بالنفائس، وقد تقاذفتني أمواج بين الحديث عن الإعلام الرياضي الذي يبدو أنه حنّ لطريق الغواية من جديد، وبات يمارس ما كان يمارسه سابقًا من تجاوزات تفرق الصفوف وتدعو للتأجيج والفرقة والكراهية، وبين مباراة افتتاح الموسم في لقاء “السوبر” بين الناديين الأكبر محليًّا في عاصمة الإنجليز؛
لذا قررت بعد الاجتماع مع نفسي رغم صخب الرياض وحرها وزحمة الطريق الذي أسلكه حاليًا، إرجاء موضوع الإعلام لهاء قادمة ـ بإذن الله ـ والاقتصار على لقاء الضباب.. بعد يومين تقريبًا تبدأ مراسم رفع الستار عن موسم رياضي متوقع له القوة والإثارة بلقاء “سوبر”، وما بين القوسين اسم على مسمى؛ فيكفي أن نعلم أن طرفيه الهلال والاتحاد رغم أن الأول ظهر بمستوى باهت في اللقاء العربي على عكس المأمول بعد الحضور الجماهيري الكثيف، ولعل خلل المحور كان سببًا في ذلك؛ فالفريق يفتقد عقله المدبر في منطقة الارتكاز “عطيف والفرج”، ويبدو أنه سيفتقدهما في اللقاء القادم، إلا إن جهز سلمان وهو الأمر الذي جعل العالمي خيسوس يرجح فكرة التعاقد مع لاعب محوري بدلاً من قلب الدفاع، بعد أن كان حائرًا بينهما. وقد باتت الحاجة ماسة لهداف قادر على ترجمة مجهودات المجموعة التي منذ سنوات تذهب هباء منثورًا..
في المقابل يدخل الاتحاد اللقاء بغموض كبير بعد أن غيّر جلده وجلدته تمامًا؛ ففي قيادته الفنية حضر الداهية “دياز” الخبير بالكرة السعودية وبمنافسه تحديدًا، وبعد اكتمال تعاقداته خصوصًا الأجنبية، وقد لا نشاهد في تشكيلة الفريق الرسمية عن آخر لقاء خاضه في الموسم الفارط سوى لاعبين أو ثلاثة منهم، أو منهما حارس المرمى..
وقد لا يشارك من أجانبه الثنائي البرازيلي أحدهما لنيله بطاقة إيقاف مع فريقه السابق، وهو نظام مقر عالميًّا؛ فالهلال افتقد ميليسي بذات السبب وليهامسون بعد عودته من إعارته من “شرق سلوى”، والآخر بسبب عدم قيده في الكشوفات رسميًّا وهو ذات الأمر الذي تعرض له الهلال في آخر “سوبر” حين افتقد ميليسي وتياقو ألفيس..
بعيدًا عن الأماني واتجاه بوصلة القلب، أتوقع أن يكون اللقاء جميلاً وقويًّا كعادة لقاء قطبي “كلاسيكو” أو “سوبر” الكرة السعودية.

الهاء الرابعة
‏إن كان فيك عيون للعالم عيون
‏معروف والناس الحشام معروفه
‏الهرج دين وراعي الهرج مديون
‏لأن السوالف ما عليها حسوفه