أعلم يقينًا أن عوائد النقل التلفزيوني من أهم الروافد على الكرة عالميًّا، وعلى الأندية بوجه خاص، ولا تقل أهمية عن مبيعات التذاكر في الحضور الجماهيري والرعايات والإعلانات، كما أعلم يقينًا أن جل البطولات والمسابقات والدوريات العالمية "مشفَّرة" فالتشفير منهج عالمي، ليس بالجديد ولا بالمستحدث.
كما أنني أدرك، أن شركة الاتصالات عندما اشترت حقوق نقل المسابقات الكروية السعودية بستة مليارات و600 مليون ريال، بعقد يمتد لعشر سنوات، وأنها بالتالي ستدفع 660 مليون ريال سنويًّا، إنما تريد بعد ذلك "الربح"، ولا شيء سواه.
كنت قد حضرت حفل تدشين بيع النقل التلفزيوني، ومنذ اللحظة الأولى بعد معرفة المبلغ الضخم، بدأت أفكر كيف ستربح الشركة التي تسير مع غالبية الشركات في توفر خاصية "الجشع" لديها، فهي فيما يخص ما تبرع به ضعيفة الجودة، باهظة التكاليف، فكيف سيكون الحال في غيرها، خاصةً أن التوجه المعلن "دوري غير مشفَّر".
ولأنني لست اقتصاديًّا، ومعلوماتي في هذا الاختصاص "على قد حالي"، لذا توقَّعت بعض الحلول التي لا أعلم عن جدواها، كأن تنفذ الشركة النقل، وتبيع المباريات إلى القنوات الأخرى، على أن تستفيد من عوائد الإعلانات ولو بنسب معينة، ثم تستفيد من تطبيق "دوري بلس" لمَن لا يستطيعون مشاهدة المباريات المتلفزة من خلال اشتراك شهري، إضافة إلى الحاجة إلى "الإنترنت".
ثم فكرت في أنها ربما تبث الدوري بتقنية أقل، ودون استديوهات تحليلية ولا برامج مصاحبة "مجانًا"، وتقوم في المقابل بإنشاء قنوات بتقنية عالية، وببرامج تحليلية وغيرها على أن تكون "مشفَّرة"، وتبقى التطبيقات والاشتراكات في "النت" روافد أخرى إلى جانب الإعلانات، وبالتالي تدخل في حيز الربح.
كانت الأيام تمضي ولا شيء من ذلك يحدث حتى إنني أقنعت نفسي بأنه ستكون هناك مفاجأة في هذا الخصوص في الرمق الأخير.
لكنَّ ما حدث كان "صدمة" للجماهير السعودية، فقبل بدء الدوري بيومين فقط أعلنت الشركة تشفيرًا شبه كامل، وبمبالغ ضخمة.
ولو أن الشركة أقرَّت قنوات مشفرة باشتراك سنوي معقول لا يتجاوز 300 ريال دون الحاجة إلى جهاز مشغِّل لتقبلته الجماهير، ولربح الطرفان.
الهاء الرابعة
جاءتْ معذبتي في غيهبِ الغسقِ
كأنَّها الكوكب الدُّريُّ في الأفقِ
فقلتُ نوَّرتني يا خيرَ زائرةٍ
أما خشيتِ من الحرَّاس في الطرقِ
فجاوبتني ودمعُ العينِ يسبقها
من يركبِ البحرَ لا يخشى من الغرقِ.
كما أنني أدرك، أن شركة الاتصالات عندما اشترت حقوق نقل المسابقات الكروية السعودية بستة مليارات و600 مليون ريال، بعقد يمتد لعشر سنوات، وأنها بالتالي ستدفع 660 مليون ريال سنويًّا، إنما تريد بعد ذلك "الربح"، ولا شيء سواه.
كنت قد حضرت حفل تدشين بيع النقل التلفزيوني، ومنذ اللحظة الأولى بعد معرفة المبلغ الضخم، بدأت أفكر كيف ستربح الشركة التي تسير مع غالبية الشركات في توفر خاصية "الجشع" لديها، فهي فيما يخص ما تبرع به ضعيفة الجودة، باهظة التكاليف، فكيف سيكون الحال في غيرها، خاصةً أن التوجه المعلن "دوري غير مشفَّر".
ولأنني لست اقتصاديًّا، ومعلوماتي في هذا الاختصاص "على قد حالي"، لذا توقَّعت بعض الحلول التي لا أعلم عن جدواها، كأن تنفذ الشركة النقل، وتبيع المباريات إلى القنوات الأخرى، على أن تستفيد من عوائد الإعلانات ولو بنسب معينة، ثم تستفيد من تطبيق "دوري بلس" لمَن لا يستطيعون مشاهدة المباريات المتلفزة من خلال اشتراك شهري، إضافة إلى الحاجة إلى "الإنترنت".
ثم فكرت في أنها ربما تبث الدوري بتقنية أقل، ودون استديوهات تحليلية ولا برامج مصاحبة "مجانًا"، وتقوم في المقابل بإنشاء قنوات بتقنية عالية، وببرامج تحليلية وغيرها على أن تكون "مشفَّرة"، وتبقى التطبيقات والاشتراكات في "النت" روافد أخرى إلى جانب الإعلانات، وبالتالي تدخل في حيز الربح.
كانت الأيام تمضي ولا شيء من ذلك يحدث حتى إنني أقنعت نفسي بأنه ستكون هناك مفاجأة في هذا الخصوص في الرمق الأخير.
لكنَّ ما حدث كان "صدمة" للجماهير السعودية، فقبل بدء الدوري بيومين فقط أعلنت الشركة تشفيرًا شبه كامل، وبمبالغ ضخمة.
ولو أن الشركة أقرَّت قنوات مشفرة باشتراك سنوي معقول لا يتجاوز 300 ريال دون الحاجة إلى جهاز مشغِّل لتقبلته الجماهير، ولربح الطرفان.
الهاء الرابعة
جاءتْ معذبتي في غيهبِ الغسقِ
كأنَّها الكوكب الدُّريُّ في الأفقِ
فقلتُ نوَّرتني يا خيرَ زائرةٍ
أما خشيتِ من الحرَّاس في الطرقِ
فجاوبتني ودمعُ العينِ يسبقها
من يركبِ البحرَ لا يخشى من الغرقِ.