|


عبدالرحمن الجماز
اتحاد القدم.. هل حلّ المشكلة؟
2018-09-11
بعيداً عن إشكاليات استمرار الدوري أو توقفه أثناء كأس أمم آسيا، وما أفرزه من احتقانات جماهيرية وأكثر منها إعلامية، ربما كان جلها غير مبرر، ولكن هذا هو الوسط الرياضي وهكذا تعودنا منه، يصنع من الحبة قبة. كما أنه لم يتعود حتى الآن على الاختلاف وكل أموره خلافات وليست اختلافات.
بعيداً عن هذا كله فقد كانت خطوة اتحاد القدم في إصدار بيان محل تقدير وأعدها حلاً مهماً في إيقاف الجدل الحاصل هذه الأيام بين جماهير بعض الأندية وإعلامها الذي كان متشنجاً أكثر من مشجعيه وكأن القضية كانت بالنسبة له حياة أو موتاً "هكذا كانت الصورة الأشمل مع الأسف"
في مشاكل وأزمات سابقة. أعيب على اتحاد القدم عدم تفاعله السريع مع الأحداث الكروية وما يتداخل معها من قرارات إدارية. ولكنه هذه المرة أثبت العكس وأعطى رسالة واضحة للجميع بأنه سيكون في مستوى الحدث وأنه لا مجال أبداً للعودة إلى وضعية "اعمل نفسك ميت" مهما كان الأمر ومهما كانت الأطراف المتصارعة رياضياً. هذا ما نتصوره على الأقل وهذا ما أوحى إلينا به بيان اتحاد القدم.
وبالتأكيد وعلى الرغم من إعجابي الكبير بسرعة ردة تفاعل اتحاد القدم ودخوله القوي على خط أزمة شغلت الشارع الرياضي دون خوف من أحد وهذا ما يفترض أن يكون موقفه دائماً. لا مجال لأن يترك الأمور والمشاكل تكبر ككرة الثلج دون أن يكون له رأي واضح وصريح مدعوم بالنظام. لا مكان للارتعاش والتردد أبداً، ولكن على الرغم من هذا الإعجاب بموقف اتحاد القدم من حيث المبدأ ودخوله في الوقت المناسب إلا أن هناك ارتباكاً واضحاً شاب لغة البيان وألفاظ لم أتمنى وجودها في واقع الأمر.
وأظن أنه يكفي اتحاد القدم أن يوضح للجماهير والإعلام الرياضي أن الموضوع محسوم ولا مجال للتراجع دون تلك العبارات التي تضمنها البيان وعدم التأثير والتأثر، وهو ما أوحى لمن يقرأ هذا البيان أن اتحاد القدم وكأنما حاول أن ينفي عن نفسه حالة التردد والإرباك عبر تلك العبارات التي أراها في الحقيقة شوهت بيانه وأظهرته بصورة أقل من حيث الإقناع والقوة ووضوح الموقف الذي لا لبس فيه.
أعود مرة أخرى إلى القضية الأصلية في استمرار الدوري من عدمه وهي النقطة المفصلية التي أثارت الجدل وأرى في قراره السماح بمشاركة ثمانية لاعبين أجانب خلال بطولة آسيا "عواراً" واضحاً، فهو بهذه الطريقة قدم دعماً إضافياً للفرق التي لم تدعم بلاعبيها، ولم يحل مشكلة الفرق المتضررة أصلاً.