|


سعد المهدي
وماذا نهديك يا وطني؟
2018-09-22
اليوم وكل الأيام للوطن، فمنذ أن استرد الملك عبد العزيز الرياض في الخامس عشر من شهر يناير سنة 1902م، بعد أن كانت الدولة السعودية قد قامت سنة 1744م، وتجددت في مرحلتها الثانية سنة 1824م، إلى أن ثبت أسسها ودعم أركانها المؤسس العظيم الملك عبد العزيز، وجمع أطرافها ووحدها في سنة 1932م، وعلى الدوام بحول الله ستظل هذه البلاد شامخة، كل أيامها فخر وعمل وأمل.
وفي كل مرة تمر علينا ذكرى التوحيد، تملؤنا حماسة جامحة للمساهمة في تعزيز هذه اللحمة، واستكمال مسيرة البناء، واستلهام روح العطاء والتضحية التي كان عليها المؤسس ورجاله وشعبه، الذين بسطوا أرضًا شاسعة صلبة عزيزة، حملت في جوهرها قيم الإسلام العظيمة، في التآخي والتعاون والسلام، وفازوا بإعمار الأرض وصون الدين والمال والعرض، وتابعوا جيلاً بعد آخر في تنمية بلادهم في المدارس والجامعات والمصانع والمزارع، وحمايتها في الداخل، وفي ميادين الشرف على حدودها.
لا أهم من حب الوطن إلا الخوف عليه، ولا الأماني الطيبة له إلا بالعمل على تنميته وازدهاره، ولا الكلمات التي تعبر عن حبه إلا بالولاء له، قد يكون ذلك معلومًا، لكن استشعاره فقط دون أخذ زمام المبادرة في إنجاز هذه الاستحقاقات يجعله منقوصًا لا جدوى له أو منه، كل عطاء مخلص في ما أوكل لك من مهام كبر أو صغر شأنه إن راعيت فيها منفعة للمجتمع، يعني أنك تساهم في تنمية بلدك.
كذلك إن استهنت بأصغر الواجبات تسببت في تعطيل العمل وأضررت به.
في يوم الوطن المجيد ماذا يمكن أن نهديه وهو الذي يهدينا الخير والأمن والعزة والكرامة، غير أن نعاهد الله أن نبقى أوفياء مخلصين له في العمل أن يبقى عزيزًا شامخًا آمنًا، وأن نحرس شعلة الأمل في تجدده، وتحقق تطلعه إلى مستقبل مشرق مزدهر يعيش به الأبناء والأحفاد، وتتوالى على أرضه الأجيال في موقع الريادة قبلة للمسلمين، ومنارة للعالم.
المملكة العربية السعودية البلاد التي تجمع المجد من كل أطرافه، أصل العرب، ومهوى أفئدة المسلمين، والبلاد التي أنعم الله عليها أن يحكمها رجال من أهلها وأن يجمع تحت أديمها الخير وفوق أرضها شعبًا عاهد الله أن يبقى حامدًا شاكرًا متلاحمًا وفيًّا كريمًا أبيًّا، تستحق في كل أيامها أن نحيا الفخر والعزة، وأن نجعل ذكرى يوم توحيدها يوم شحذ الهمم للعمل والاحتفال به استبشارًا بتحقق الأمل.. عشت فخر المسلمين.. عاش المليك للعلم والوطن.