الخبرة والاستقرار يعززان فرص ألمانيا لاستضافة يورو 2024
مع تاريخ طويل من إقامة الأحداث الرياضية الكبرى، تقدم ألمانيا ملفًا قويًا لاستضافة نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم 2024، وتبدو في موقع أفضلية للفوز بذلك، عشية إعلان الاتحاد الأوروبي للعبة "ويفا" البلد المضيف.
في ما يأتي عرض لأبرز إيجابيات الملف الألماني وسلبياته، عشية اختيار الاتحاد القاري البلد المضيف بين ألمانيا وتركيا:
تتمتع ألمانيا بسجل رائع من استضافة أفضل الأحداث الرياضية، فقد حطم أسطورة ألعاب القوى الجامايكي أوساين بولت الرقمين القياسيين العالميين لسباقي 100 م و200م على مضمار الملعب الأولمبي في العاصمة برلين، في بطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها ألمانيا عام 2009، بعد ثلاثة أعوام من استضافتها مونديال كرة القدم 2006.
أحداث رياضة أخرى استضافتها ألمانيا بنجاح، بينها بطولة العالم للسيدات في كرة القدم عام 2011، وبطولة العالم للسيدات في كرة اليد عام 2017 وبطولة أوروبا لألعاب القوى الشهر الماضي.
ويلاحظ تقرير الاتحاد الأوروبي "ويفا" أن كل الهياكل السياسية والكروية متوافرة في ألمانيا، مع تاريخ طويل ومستقر من التنظيم الناجح.
يقول فليب لام القائد السابق لمنتخب ألمانيا والمتوج ببطولة العالم 2014 في البرازيل، والذي يتولى رئاسة ملف الترشيح الألماني: "نحن أمة كروية وجماهيرنا ترغب دومًا بإظهار شغفها لكرة القدم".
المدن العشر المرشحة لاستضافة المباريات تملك ملاعب حديثة، وتبلغ قدرتها الإجمالية على استيعاب 2.78 مليوني متفرج في 51 مباراة، مقارنة بقدرة الملف التركي على استيعاب 2,29 مليوني متفرج في المباريات نفسها.
في المقابل، يحتاج ملعبان من سبع مدرجين في الملف التركي، إلى إعادة بناء أو تجديد، الأمر غير المطروح في الملاعب الألمانية المرشحة.
بمتوسط حضور أكثر من 40 الف متفرج في كل مباراة في الدوري المحلي لكرة القدم "البوندسليجا"، تتمتع ألمانيا بنسبة أعلى معدل حضور جماهيري في البطولات الأوروبية الكبرى.
كذلك حققت ألمانيا في 2006 ثاني أعلى معدل حضور جماهيري في المباريات في تاريخ كأس العالم بلغ 52.491 متفرجًا في المباراة الواحدة، وهو الثاني بعد نهائيات 1994 التي استضافتها الولايات المتحدة، وبلغ معدل الحضور الجماهيري 68.991 متفرجًا في المباراة الواحدة.
بالنسبة للرعاة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا"، فإن تنظيم ألمانيا للنهائيات سيعود بفائدة اقتصادية أكبر من ناحية تحقيق أرباح مالية، مما سيكون الأمر عليه في حال نيل تركيا الاستضافة.
الملاعب العشرة الألمانية، قادرة على استيعاب عدد أكبر من المشجعين من الملاعب التركية، ما سيؤدي إلى بيع تذاكر دخول إضافية للمباريات.
ويقول السلوفيني ألكسندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: "بالنسبة إلى تطوير كرة القدم، يهم ويفا تحقيق عائدات مالية كبرى قدر الإمكان من البطولة، لتوزيعها لاحقًا على الاتحادات الوطنية الأوروبية".
واتهم لاعب الوسط الدولي السابق مسعود أوزيل الاتحاد الألماني لكرة القدم بالعنصرية ضده، وأعلن اعتزاله اللعب دوليا في يوليو الماضي، ما أثر الأمر الذي عكر سمعة ألمانيا التي تتمتع بمجتمع متتناغم متعدد الثقافات.
أوزيل وإلكاي جوندوجان المولودان في ألمانيا، لعائلتين من أصول تركية، كانا هدفًا لتعليقات تتعلق بالكراهية للأجانب، بعد التقاطهما صورة مع الرئيس التركي أردوغان في مايو الماضي.
وأرخت الطريقة التي اعتمدها الاتحاد الألماني في التعامل مع القضية، بظلالها على مشاركة المنتخب في نهائيات مونديال روسيا، حيث كان مدعوا للدفاع عن لقبه، وخرج من الدور الأول بنتائج كارثية، وشكا أوزيل من عدم تلقيه الدعم الكافي من الاتحاد.
وقد ألحق الخلاف، والنقاش السياسي الذي تلاه، الضرر بسمعة ألمانيا لجهة وجود مجتمع متسامح، وقال أوزيل متوجها في شكل مباشر إلى راينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم: "في نظر جريندل وأنصاره، فأنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر".